Archive for the ‘Uncategorized’ Category

نماذج من نفاق حسنين هيكل /محمد حسني ومحمد حسنين / سامي النصف

September 19, 2013

نماذج من نفاق حسنين هيكل /محمد حسني ومحمد حسنين / سامي النصف

الخميس 29 ربيع الثاني 1433هـ – 22 مارس 2012م

سامي النصف

كتاب آخر مليء بالجحود والحقد والكذب والافتراء يصدره الكاتب «المزمن» محمد حسنين هيكل الذي أعلن اكثر من مرة اعتزاله الكتابة، الا انه يصر حتى في هذه الجزئية على الا يصدق فيرفض ان يختفي ليرتاح ويريح الآخرين من شرور كتاباته- التي اختص بها هذه المرة الرئيس السابق محمد حسني مبارك-ولقاءاته التي لم يبق حقيقة تاريخية في تاريخ مصر والمنطقة العربية لم يزيفها ويعكس الوقائع والحقائق فيها.
وقد سبق للكاتب الجاحد هيكل ان اثنى واستفاد من عهد الملك فاروق حيث كان يرأس تحرير صحافة مجموعة اخبار اليوم الاكثر موالاة للملك وحصد جوائزه ثم انقلب عليه شر منقلب مع لحظة خروج يخت «المحروسة» الملكي من المياه الاقليمية المصرية وادعى انه كان يشرب الخمر ويزني بالنساء وهي افتراءات واكاذيب انكرها اصدقاء وأعداء الملك فاروق على حد سواء.

وما ان وصل البكباشي جمال عبدالناصر للحكم بعد سنتين من حركة الجيش حتى اصبح هيكل الأب الروحي له يديره ويوجهه كيفما شاء فيرسم له سياساته الخارجية المهلكة ويخطط له معاركه العسكرية المدمرة ويحولها ضمن المنهاجية الغوبلزية في الاعلام إلى انتصارات باهرة، وكان يعامل عبدالناصر كالطفل القاصر فيكتب له خطبه المحرضة التي أوصلته الى توريطه في نكسة 67 واساءت لعلاقاته مع جميع الدول العربية والاسلامية ومع المعسكرين الغربي والشرقي على حد سواء، وما ان توفي عبدالناصر وقبل ان تجف تربته فتح هيكل باب الهجوم عليه الذي لم يقفل عبر مقال «عبدالناصر ليس اسطورة» وما اجمل وفاء الصديق لصديقه!

وواصل هيكل عمله كوزير للارشاد والاعلام في عهد الرئيس انور السادات وسهل له عملية الانقلاب على شركاء عبدالناصر الكبار والسائرين على نهجه امثال شعراوي جمعة ومحمد فوزي ومحمد فائق وسامي شرف وغيرهم ولم يمس السادات بكلمة ابان حياته خوفا من ان «يفرمه» ولكن ما ان قتل في حادثة المنصة حتى اصدر كتابه القميء «خريف الغضب» الذي طعن به في والدة السادات وعائلته بصورة مهينة، فأصبح السادات محبوب الشعب المصري حتى اليوم.

أما في عهد مبارك الذي بدأ يومه الاول بإطلاق سراح هيكل من السجن واستقباله وصحبه في القصر الجمهوري فقد استفاد هيكل رجل كل العصور من عهد الثروة كما استفاد من حقبة الثورة حتى بلغت ثروته الخاصة التي يديرها ابناه ما يتجاوز 15 مليار دولار (مجموعة اصول شركتي هيرميس والقلعة) ولم يقل احد لابناء «الجورنلجي» من اين لك هذا ؟ في وقت يرمى ابناء رئيس الجمهورية في اعماق السجون!

آخر محطة: بودنا ان يضع مؤرخون منصفون ما عمله محمد حسني لبلده في كفة وقد كان احد قادة نصر 73 ومهندس عملية اعمار مصر الكبرى، وما عمله محمد حسنين من تسويق لعمليات القمع والديكتاتورية في الداخل، وتبرير للهزائم العسكرية والسياسية في الخارج.

* نقلا عن “الأنباء” الكويتية

====================

=================

تسجيل مصور عبد الناصر يقول شرع الله تخلف والحجاب عوده للوراء

http://goo.gl/vNhQvL

الجرائم التاريخية لحكم جمال عبد الناصر العسكري

http://goo.gl/SZQADN

عبدالناصر سبب الانفصال بين مصر و السودان و هزيمة 1967 ومقتل 120 الف مصري في اليمن

http://goo.gl/62xuir
===========================

ملف اكاذيب حسنين هيكل وجمال عبدالناصر

http://www.twitlonger.com/show/n_1rl2d82

أكاذيب تكشفها حقائق! حسنين هيكل و جمال عبدالناصر /

http://goo.gl/T6WdhH

هيكل، مزور للتاريخ/علي الكنزي السودان

http://bit.ly/KHw98t

 

الجرائم التاريخية لحكم جمال عبد الناصر العسكري

June 28, 2013

الجرائم التاريخية لحكم جمال عبد الناصر العسكري

24/07/2012 – 1:51pm

 

إيمانًا منا بضرورة إعادة التأسيس والتأصيل العادل والسليم للوعي المصري؛ بل والوعي العربي أيضًا؛ لأنه إذا لم يتوافر الوعي المصري والوعي العربي السليم في الحكم على الأمور – تشوَّه هذا الوعي، واختلطت قدرات التقييم، وتاه الإدراك السليم؛ بما يؤدي إلى تضارب المفاهيم، وفقد القدرة على الفهم والتقييم الصحيح.

ومن هذا المنطلق نقول: إن لكل رئيس أو حاكم مميزات وعيوبًا، والمفترض والمقبول من كل رئيس أن تكون مميزات وإنجازات عهده أضعاف أضعاف عيوبه ومساوئه، وأن تكون أخطاؤه فقط من تلك الأخطاء والسلبيات البسيطة. لذلك فنحن نطرح للدراسة والبحث بعض أشهر جرائم عهد حكمجمال عبد الناصر التاريخية المؤكدة لكل من يبغي الجدال الحنجوري، أو المغالطة للحقائق الدامغة.

ورغم أن الحكم الناصري قد قال في الحكم الملكي الذي سبقه أكثر مما قاله مالك في الخمر، إلى حد تجنيد وتكريس كل الوسائل الحكومية والإعلامية والتعليمية لانتقاد الحكم الملكي السابق، والدفاع الكامل والمستميت عن ناصر.. ورغم استمرار إخفاء أبشع جرائم وأخطاء وأسرار العهد الناصري وحتى الآن، فقد آل الحق عز وجل إلا أن يتكشف هذا العهد عن الجرائم الآتية، وجميعها حقائق تاريخية لا تقبل الجدل، أو المغالطة، أو التهرب، أو التبرير، أو حتى الدفاع عنها.. نذكرها لإحقاق الحق؛ ولله ثم للوطن والتاريخ:

أولاً: جريمة الغدر باللواء محمد نجيب:
وبهذا يكون ناصر هو أول من سنَّ سنن الغدر والخيانة، والتنحية والإقصاء، والملاحقات والمطاردات، والإقامة الجبرية، والاستبداد في مصر بتدمير اللواء محمد نجيب وأولاده وعائلته؛ للانفراد بكافة سلطات حكم مصر.

ثانيًا: جريمة فصل مصر عن السودان:
وبالرغم من أن الوحدة كانت من أكبر وأشهر الأهداف المزعومة لثورة ناصر، فإن ناصر هو أول من أسّس وأيّد وأوجد الحركات الانفصالية فعليًّا في الوطن العربي، وذلك بفصل ونزع السودان عن إقليم مصر والسودان.

ثالثًا: جريمة شنق المفكر المصري والعربي والإسلامي سيد قطب:
وبتلك الجريمة يكون ناصر هو أول من سنّ سنن شنق وقتل المفكرين، مع سنّ جرائم تفصيل التهم، وتزييف الأحكام القانونية، وإلغاء العدل، وتأصيل الدكتاتورية والاستبداد في مصر.

رابعًا: جرائم ملاحقة ومطاردة وإبادة المعارضين:
يعتبر جمال عبد ناصر هو أول من أباح مبدأ مطاردة وإبادة المعارضين لحكمه، وبخاصة الإسلاميون منهم؛ ونظرًا للتكتم الشديد على تلك الجرائم، فلا يُعرف بالتحديد كم كانت أعداد آلاف القتلى في هذه الإبادات التاريخية!!

خامسًا: الجرائم الحنجورية:
يعتبر ناصر هو أول من أسس وسنّ وبذر وأباح في مصر، كافة أساليب خداع وتضليل الشعب المصري والعربي والإسلامي؛ بنشر الكذب والخداع والتضليل، بما أسس لعهد خداع وتشويه وتغييب الوعي المصري والعربي؛ وذلك بالشعارات البراقة، والألفاظ الرنانة، والإعلام الفاسد المضلل، والخطب الغنائية، وخطب الشتائم التي استعان لكتابتها بالكثير من منافقي ومضللي عهده، كأمثال هيكل وغيره، بحيث بدأت عهود التنويم الفكري في مصر، ولشعب مصر..

حتى إنك كنت تستمع لشعارات وأقوال ملائكية رنانة، بالرغم من تناقضها الكلِّي مع واقع الأفعال الشيطانية السائرة، كمثال مواويل الوحدة العربية التي لم تتحقق! ورمي إسرائيل ومَن وراءها في البحر ولم يحدث! وارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعمار!! ومن تجرأ على رفع رأسه قطعوها له!!.. وما إلى ذلك من الأقوال والشعارات الكاذبة، التي سمعها وعاشها وحفظها جميع من عاصر تلك الحقبة الحنجورية الخادعة، والتي زرعت الخداع والتضليل إلى يومنا هذا.

سادسًا: جريمة تدمير الاقتصاد المصري الذي استلمه:
رغم أن العهد الناصري قد جنّد كافة قدراته في تشويه العهد الملكي السابق، فلم يستطع ناصر وبجميع أنظمة حكمه؛ أن يزيف التاريخ أو أن يمحو معالمه، في استلام ناصر لمصر وهي في أزهى عصورها الاقتصادية والحضارية؛ حيث كان الجنيه المصري يعادل ثمانية جنيهات إسترليني، وكان القطن المصري العالمي يُسمّى بالذهب الأبيض، ذلك الطمي والقطن المصري الذي تم شنقهما وإعدامهما بالسد العالي، الذي كان من الأفضل بناؤه عند منخفض القطارة، كما أثبتت كافة البحوث العلمية بعد ذلك؛ ليتم تدمير القطن المصري والزراعة المصرية عصب الاقتصاد المصري؛ لكي يتم تسليم حكم مصر واقتصاد مصر مدينًا وفي أسوأ حالاته.

سابعًا: جرائم سن وتأسيس وتأصيل الدكتاتورية والاستبداد في مصر:
وذلك بإلغاء كافة الأحزاب المصرية، واستبدالها بالاتحاد الاشتراكي وحده، وإلغاء وإرهاب وملاحقة وتصفية المعارضة والمعارضين!! مع ارتكاب جريمة جعل إمامة الأزهر بالتعيين، وليس بانتخاب الشيخ الأجدر والأفضل للمسلمين وللإسلام كما كان من قبل!

وذلك بالإضافة إلى جريمة سنّ وتأسيس وإعادة النزعة الفرعونية، والغرور الفرعوني، وادّعاء الحكمة المطلقة للزعماء والمتحدثين، وذلك يعدّ من أسوأ ما ابتلي به شعب مصر من محن وكوارث نفسية تدميرية، حتى ترسبت أشكال جنون العظمة في معظم قيادات وفئات شعب مصر؛ بالجدل الحنجوري والمغالطة والترهيب وادعاء الحكمة، وإقرار وتأصيل سنن عدم محاسبة الحكام.

وإن قالوا: إنه طَرَد الاحتلال من مصر؟ فقد ترك جمال عبد الناصر مصر بعد تدمير كافة مرافقها وطرقها وحدائقها الغنّاء – خرابًا وإفلاسًا وديونًا وجرائمَ وهزيمة؛ حيث إنه قد سلّم حكم مصر وهي محتلة وخاسرة لسيناء بأكملها! وحتى يومنا هذا.

ثامنًا: بذر بذور الأحقاد والضغائن في مصر:
وذلك بإشاعة العداوات بين الفقراء والأغنياء والأحقاد الطبقية، بزعم أن ناصر يستطيع أن يغيِّر الحكمة الإلهية بأن يساوي ما بين الغني والفقير؛ بالتأميم الزراعي.. وتعتبر تلك الجريمة الاجتماعية من أبشع جرائم ناصر التي ارتكبها في حق شعب مصر، الذي كانت تسوده علاقات المودة والأخوة.

وقد كان يمكنه تقريب الفوارق الاجتماعية فقط لو أنه حاول نشر صور وأساليب العدل والرحمة في البلاد وبين العباد، لا أن يبذر بذور الفتن والأحقاد الطبقية، التي فجّرت مشاعر الأحقاد والضغائن ما بين جموع وطبقات شعب مصر، والمتفشية حتى الآن.. تمامًا وبنفس التطبيق العملي والفعلي للسياسة الاستعمارية المعروفة والشهيرة “فرق تسد”.

تاسعًا: جرائم تدخلات ناصر في الشئون الداخلية للشعوب والحكومات العربية:
وقد كان ذلك بإشاعة مزاعم التحرر والحرية في الوطن العربي! فما ذنب شعب ليبيا مثلاً أن يُزاح ملكه العادل السنوسي، وأن يُنصَّب معمر اللقيط الصهيوني بدلاً منه!! ليذيق شعب ليبيا الهوان والأمرَّيْن؛ لمجرد تحويل الحكم إلى جمهورية مساندة فاشلة!

وبالمثل بالتدخل في شئون اليمن لتغيير حكمها بالجيش والعتاد المصري، وما إلى ذلك من كافة تدخلات ناصر في كافة الحكومات العربية؛ لتغييرها ولكن إلى الأسوأ.

عاشرًا: جريمة ترك طغيان وفساد المحاسيب والأصدقاء في حكومته:
بحيث أن ما تم فضحه من فساد لهذه الحقبة عن طريق بعض النساء المعاصرات، وليس الرجال الخائفين والمرعوبين! من فتح مدارس التعريص والتجسس بزعامة صلاح نصر وقواده المعروفين والمشهورين إلى يومنا الحالي، وفتح معاهد وكليات الدعارة على مصراعيها للمشير عامر ورفاقه مع الممثلات والمغنيات والمومسات، وتأسيس بوليس الآداب، فقد كانت بؤرة إفساد مصري وعربي وإسلامي، ما زالت نتائجها وثمارها المسممة منتشرة وإلى الآن.

الحادي عشر: جريمة نكسة 1967:
فبرغم علم عبد الناصر بفساد حاشيته وغرق معظمهم في وحول الرذيلة والدعارة وأحضان الغواني، إلا أنه أصدر قراره بمحاربة إسرائيل؛ ليخاطر بأغلب جيش مصر! لكي تتم إبادة معظم جنود مصر المساكين في سيناء، في ستة أيام فقط! كما يتم تدمير معظم العتاد والسلاح المصري في أيام قلائل وسط الغرور والعنجهية؛ والكذب والخداع الناصري!

فما ذنب جنود مصر أن يبادوا بفعل قيادة مستهترة وفاسدة وفاشلة؟! وبأن يقادوا إلى مذبحة ومجزرة نكسة الجيش المصري؟!

الثاني عشر: جريمة اغتيال المشير عبد الحكيم عامر دون محاكمة عادلة:
وهي جريمة قانونية يعاقب عليها الشرع والقانون تمامًا كمثل الجرائم السابقة؛ باغتيال رفيقه وصديقه وشريكه وزميله في الضباط الأحرار وأقرب المقربين إليه؛ وذلك بالسم، الذي أطلق العنان لجميع جرائم القتل بالسم وغير السم التالية في مصر!! وغير المحصورة العدد أو الأدلة!

الثالث عشر: سن وبذر وتأسيس وتأصيل الخدع المسرحية والسينمائية السياسية في مصر:
وذلك بدءًا من افتعال حادث تمثيلية المنصة الشهير؛ لتوفير المبرر لإبادة المعارضة وبخاصة الإسلاميون، وصولاً لتمثيلية إعلان التنحي مع إصدار الأوامر للاتحاد الاشتراكي وللمدارس والمصالح الحكومية للخروج في المظاهرات؛ لرفض هذا التنحي في 24 ساعة!!

وبعد، فهذه أشهر الجرائم التاريخية المؤكدة لحكم جمال عبد الناصر في حق مصر وشعب مصر، وفي حق الوطن العربي، والوعي العربي.. ندرجها كمحاولة لإعادة الوعي المصري والعربي إلى أسس الحق والعدل، والتفكير المنطقي؛ لرفض وإخراس صيحات الجدل والمغالطات الحنجورية.

وما دامت كل تلك الجرائم هي حقائق تاريخية مؤكدة، فهل تلك الجرائم والحقائق التاريخية المؤكدة تستحق وتستوجب محاكمة وإدانة مرتكبيها؟ أم تستوجب أن يُصنع “تمثال” لمرتكبها كإلهٍ يعبده ويقدسه معظم الناصريين المغرَّر بهم بحكم وسائل الإعلام الخادعة والمضللة والمغرضة، التي أسسها نفس النظام الفاشل؟!..

وتولتها بعد ذلك قيادات المرتزقة من الناصريين المنتفعين، والذين جعلوا من الناصرية مهنة ووسيلة للارتزاق والكسب والنهب والشهرة برفع وتسويق الشعارات الثورية والزعامية الرنانة الخادعة، كوسيلة للكسب غير المشروع، والشهرة الزائفة المضللة عن طريق الجدال الأجوف المغالط، وبادعاء الزعامة الكاذبة، والحكمة الحمقاء؛ لاستنزاف وتغييب الوعي العربي بمساندة ومعاونة ودعم وتأييد الأنظمة الحاكمة التي تسير على نفس نهج البطش والفساد، والمستفيدة من استمرار غياب وتضليل الوعي المصري والعربي مثل المجلس العسكري.

ولما كان كل ما بُني على باطل فهو باطل؛ فمثلما انهارت جميع ثورات ناصر تباعًا، كحقائق تاريخية مؤكدة؛ فإن رجوع الوعي المصري والعربي إلى إحقاق الحق والعدل، يعتبر الخطوة الواجبة لإنهاء مفاسد وجرائم تلك الحقبة التاريخية الفاسدة؛ وحتى لا يستمر أحفاد العسكرية المصرية في وراثة تلك الجرائم والأساليب الدكتاتورية والاستبدادية، بحكم الاستناد التبريري الخادع لذلك العهد المجرم الفاشل؛ وذلك بوجوب إعادة تحكيم العدل والقانون والدين والمنطق، بدلاً من أحكام الطوارئ والأحكام العرفية العسكرية.. والذي يعدّ الخطوة الأولى الواجبة نحو إزهاق الباطل، ومحو الظلم والظلام، سواء في مصر أو في العالم العربي قلب الإسلام النابض..

ليحق الله الحق بآياته، والله غالب على أمره.

المصدر: شبكة المخلص.

الجرائم التاريخية المؤكدة لحكم جمال عبد الناصر العسكري

June 27, 2013

الجرائم التاريخية المؤكدة لحكم جمال عبد الناصر العسكري

Date: 2012-07-24 04:10:07

بقلم ضياء الجبالي

إيماناً منا بضرورة إعادة التأسيس والتأصيل العادل والسليم للوعي المصري ؛ بل والوعي العربي أيضاً ؛ لأنه إذا لم يتوافر الوعي المصري والوعي العربي السليم في الحكم على الأمور ؛ تشوه هذا الوعي ؛ واختلطت قدرات التقييم ؛ وتاه الإدراك السليم ؛ بما يؤدي إلى تضارب المفاهيم ؛ وفقد القدرة على الفهم والتقييم الصحيح ..
ومن هذا المنطلق نقول أن لكل رئيس ٍأو حاكم مميزات وعيوب ؛ والمفترض والمقبول من كل رئيس أن تكون مميزات وإنجازات عهده أضعاف أضعاف عيوبه ومساوئه ؛ وأن تكون أخطاؤه فقط من تلك الأخطاء والسلبيات البسيطة.. لذلك فنحن نطرح للدراسة والبحث بعض أشهر جرائم عهد حكم جمال عبد الناصر التاريخية المؤكدة ؛ لكل من يبغي الجدال الحنجوري ؛ أو المغالطة للحقائق الدامغة ..
ورغم أن الحكم الناصري قد قال في الحكم الملكي الذي سبقه أكثر مما قاله مالك في الخمر ؛ إلى حد تجنيد وتكريس كل الوسائل الحكومية ؛ والإعلامية ؛ والتعليمية لانتقاد الحكم الملكي السابق ؛ والدفاع الكامل والمستميت عن ناصر ؛ ورغم استمرار إخفاء أبشع جرائم وأخطاء وأسرار العهد الناصري وحتى الآن ؛ فقد آل الحق عز وجل إلا أن يتكشف هذا العهد عن الجرائم الآتية ؛ وجميعها حقائق تاريخية لا تقبل الجدل ؛ أو المغالطة ؛ أو التهرب ؛ أو التبرير ؛ أو حتى الدفاع عنها ؛ نذكرها لإحقاق الحق ؛ ولله والوطن والتاريخ : ؛

أولاً : جريمة الغدر باللواء محمد نجيب : وبهذا يكون ناصر هو أول من سن سنن الغدر والخيانة ؛ والتنحية والإقصاء ؛ والملاحقات والمطاردات ؛ والإقامة الجبرية ؛ والاستبداد في مصر بتدمير اللواء محمد نجيب وأولاده وعائلته ؛ للإنفراد بكافة سلطات حكم مصر .

ثانياً : جريمة فصل مصر عن السودان : و بالرغم من أن الوحدة كانت من أكبر وأشهر الأهداف المزعومة لثورة ناصر ؛ فإن ناصر هو أول من أسس وأيد وأوجد ؛ الحركات الانفصالية فعلياً في الوطن العربي ؛ بفصل ونزع السودان عن إقليم مصر والسودان .

ثالثاً : جريمة شنق المفكر المصري والعربي والإسلامي سيد قطب : وبتلك الجريمة يكون ناصر هو أو من سن سنن شنق وقتل المفكرين ؛ مع سن جرائم تفصيل التهم ؛ وتزييف الأحكام القانونية ؛ وإلغاء العدل ؛ وتأصيل الدكتاتورية والاستبداد في مصر .

رابعاً : جرائم ملاحقة ومطاردة وإبادة المعارضين : ويعتبر ناصر هو أول من أباح مبدأ مطاردة وإبادة المعارضين لحكمه ؛ وبخاصة الإسلاميين منهم ؛ ونظراً للتكتم الشديد على تلك الجرائم ؛ فلا يعرف بالتحديد كم كانت أعداد آلاف القتلى في هذه الإبادات التاريخية ؟؟

خامساً : الجرائم الحنجورية : يعتبر ناصر هو أول من أسس وسن وبذر وأباح في مصر ؛ كافة أساليب خداع وتضليل الشعب المصري والعربي والإسلامي ؛ بنشر الكذب والخداع والتضليل ؛ بما أسس لعهد خداع وتشويه وتغييب الوعي المصري والعربي ؛ وذلك بالشعارات البراقة ؛ والألفاظ الرنانة ؛ والإعلام الفاسد المضلل ؛ والخطب الغنائية ؛ وخطب الشتائم ؛ التي استعان لكتابتها بالكثير من منافقي ومضللي عهده ؛ كأمثال هيكل وغيره .. بحيث بدأت عهود التنويم الفكري في مصر ؛ ولشعب مصر حتى أنك كنت تستمع لشعارات وأقوال ملائكية رنانة ؛ بالرغم من تناقضها الكلي مع واقع الأفعال الشيطانية السائرة ؛ كمثال مواويل الوحدة العربية التي لم تتحقق ؟ ورمي إسرائيل ومن ورائها في البحر ولم يحدث ؟ وارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعمار ؛ ومن تجرأ على رفع رأسه قطعوها له ؛؛؛ وما إلى ذلك من الأقوال والشعارات الكاذبة ؛ التي سمعها وعاشها وحفظها جميع من عاصر تلك الحقبة الحنجورية الخادعة ؛ والتي زرعت الخداع والتضليل إلى يومنا هذا .

سادساً : جريمة تدمير الاقتصاد المصري الذي استلمه : رغم أن العهد الناصري قد جند كافة قدراته في تشويه العهد الملكي السابق ؛ فلم يستطع ناصر وبجميع أنظمة حكمه ؛ أن يزيف التاريخ أو أن يمحو معالمه ؛ في استلام ناصر لمصر وهي في أزهى عصورها الاقتصادية والحضارية ؛ حيث كان الجنيه المصري يعادل ثمانية جنيهات إسترليني ؛ وكان القطن المصري العالمي يسمى بالذهب الأبيض ؛ ذلك الطمي والقطن المصري الذي تم شنقهما وإعدامهما بالسد العالي ؛ الذي كان من الأفضل بناؤه عند منخفض القطارة ؛ كما أثبتت كافة البحوث العلمية بعد ذلك . ليتم تدمير القطن المصري والزراعة المصرية عصب الاقتصاد المصري ؛ لكي يتم تسليم حكم مصر واقتصاد مصر مديناً وفي أسوأ حالاته.

سابعاً : جرائم سن وتأسيس وتأصيل الدكتاتورية والاستبداد في مصر : وذلك بإلغاء كافة الأحزاب المصرية ؛ واستبدالها بالإتحاد الاشتراكي وحده ؛ وإلغاء وإرهاب وملاحقة وتصفية المعارضة والمعارضين ؟ مع ارتكاب جريمة جعل إمامة الأزهر بالتعيين ؛ وليس بانتخاب الشيخ الأجدر والأفضل للمسلمين وللإسلام كما كان من قبل ؟ وذلك بالإضافة إلى جريمة سن وتأسيس وإعادة النزعة الفرعونية ؛ والغرور الفرعوني ؛ وادعاء الحكمة المطلقة للزعماء والمتحدثين ؛ وذلك يعد من أسوأ ما ابتلي به شعب مصر من محن وكوارث نفسية تدميرية ؛ حتى ترسبت أشكال جنون العظمة في معظم قيادات وفئات شعب مصر ؛ بالجدل الحنجوري والمغالطة والترهيب وادعاء الحكمة ؛وإقرار وتأصيل سنن عدم محاسبة الحكام.
وإن قالوا أنه طرد الاحتلال من مصر ؟ فقد ترك مصر ؛ بعد تدمير كافة مرافقها وطرقها وحدائقها الغناء ؛ خراباً وإفلاساً وديوناً وجرائماً وهزيمة ؛ حيث أنه قد سلم حكم مصر وهي محتلة وخاسرة لسيناء بأكملها ؟ وحتى يومنا هذا .

ثامناً : سن سنن ؛ وبذر بذور الأحقاد والضغائن في مصر : وذلك بإشاعة العداوات بين الفقراء والأغنياء والأحقاد الطبقية ؛ بزعم أن ناصر يستطيع أن يغير الحكمة الإلهية بأن يساوي مابين الغني والفقير ؛ بالتأميم الزراعي .. وتعتبر تلك الجريمة الاجتماعية من أبشع جرائم ناصر التي ارتكبها في حق شعب مصر ؛ الذي كانت تسوده علاقات المودة والأخوة ؛ وقد كان يمكنه تقريب الفوارق الاجتماعية فقط لو أنه حاول نشر صور وأساليب العدل والرحمة في البلاد وبين العباد ؛ لا أن يبذر بذور الفتن والأحقاد الطبقية ؛ التي فجرت مشاعر الأحقاد والضغائن مابين جموع وطبقات شعب مصر ؛ والمتفشية حتى الآن ؛ تماماً وبنفس التطبيق العملي والفعلي للسياسة الاستعمارية المعروفة والشهيرة فرق تسد .

تاسعاً : جرائم تدخلات ناصر في التعدي على الشئون الداخلية للشعوب والحكومات العربية الأخرى : وقد كان ذلك بإشاعة مزاعم التحرر والحرية في الوطن العربي ؟ فما ذنب شعب ليبيا مثلاً أن يزاح ملكه العادل السنوسي ؟ وأن ينصب معمر اللقيط الصهيوني بدلاً منه ؟ ليذيق شعب ليبيا الهوان والأمرين ؟ لمجرد تحويل الحكم إلى جمهورية مساندة فاشلة ؟

وبالمثل بالتدخل في شئون اليمن لتغيير حكمها بالجيش والعتاد المصري ؟ وما إلى ذلك من كافة تدخلات ناصر في كافة الحكومات العربية ؛ لتغييرها ولكن إلى الأسوأ .
عاشراً : جريمة ترك طغيان وفساد المحاسيب والأصدقاء في حكومته : بحيث أن ما تم فضحه من فساد لهذه الحقبة عن طريق بعض النساء المعاصرات ؛ وليس الرجال الخائفين والمرعوبين ؟ من فتح مدارس التعريص والتجسس بزعامة صلاح نصر وقواده المعروفين والمشهورين إلى يومنا الحالي ؛ وفتح معاهد وكليات الدعارة على مصراعيها للمشير عامر ورفاقه مع الممثلات والمغنيات والمومسات ؛ وتأسيس بوليس الآداب ؛؛ فقد كانت بؤرة إفساد مصري وعربي ؛ وإسلامي مازالت نتائجها وثمارها المسممة منتشرة وإلى الآن .

الحادي عشر : جريمة نكسة 1967 : فبرغم علم عبد الناصر بفساد حاشيته وغرق معظمهم في وحول الرذيلة والدعارة وأحضان الغواني ؛ إلا أنه أصدر قراره بمحاربة إسرائيل ؟ ليخاطر بأغلب جيش مصر ؟ لكي تتم إبادة معظم جنود مصر المساكين في سيناء ؛ في ستة أيام فقط ؟ كما يتم تدمير معظم العتاد والسلاح المصري في أيام قلائل ؟ وسط الغرور والعنجهية ؛ والكذب والخداع الناصري ؟ فما ذنب جنود مصر أن يبادوا بفعل قيادة مستهترة وفاسدة وفاشلة ؟ وبأن يقادوا إلى مذبحة ومجزرة نكسة الجيش المصري ؟؟

الثاني عشر : جريمة اغتيال المشير عبد الحكيم عامر دون محاكمة عادلة : وهي جريمة قانونية يعاقب عليها الشرع والقانون تماماً كمثل الجرائم السابقة ؛ باغتيال رفيقه وصديقه وشريكه وزميله في الضباط الأحرار وأقرب المقربين إليه ؛ وذلك بالسم ؛ الذي أطلق العنان لجميع جرائم القتل بالسم وغير السم التالية في مصر ؟؟ والغير محصورة العدد أو الأدلة ؟؟

الثالث عشر : سن وبذر وتأسيس وتأصيل الخدع المسرحية والسينمائية السياسية في مصر : وذلك بدءً من افتعال حادث تمثيلية المنصة الشهير ؛ لتوفير المبرر لإبادة المعارضة وبخاصة الإسلاميين ؛ وصولاً لتمثيلية إعلان التنحي مع إصدار الأوامر للإتحاد الاشتراكي وللمدارس والمصالح الحكومية للخروج في المظاهرات ؛ لرفض هذا التنحي في 24 ساعة؟

وبعد فهذه أشهر الجرائم التاريخية المؤكدة لحكم جمال عبد الناصر ؛ في حق مصر ؛ وشعب مصر ؛ وفي حق الوطن العربي ؛ والوعي العربي .. ندرجها كمحاولة لإعادة الوعي المصري والعربي إلى أسس الحق والعدل ؛ والتفكير المنطقي ؛ لرفض وإخراس صيحات الجدل ؛ والمغالطات الحنجورية .
ومادامت كل تلك الجرائم هي حقائق تاريخية مؤكدة ؛ فهل تلك الجرائم ؛ والحقائق التاريخية المؤكدة ؛ تستحق وتستوجب محاكمة وإدانة مرتكبيها ؟ أم تستوجب أن يصنع تمثالاً لمرتكبها ؟ كإله يعبده ويقدسه معظم الناصريين ؛ المغرر بهم ؛ بحكم وسائل الإعلام الخادعة والمضللة والمغرضة ؛ التي أسسها نفس النظام الفاشل ؟ وتولتها بعد ذلك قيادات المرتزقة من الناصريين المنتفعين ؛ والذين جعلوا من الناصرية مهنة ووسيلة للارتزاق ؛ والكسب ؛ والنهب ؛ والشهرة ؛؛ برفع وتسويق الشعارات الثورية والزعامية الرنانة الخادعة ؛ كوسيلة للكسب الغير مشروع ؛ والشهرة الزائفة المضللة ؛ عن طريق الجدال الأجوف المغالط ؛ وبادعاء الزعامة الكاذبة ؛ والحكمة الحمقاء ؛ لاستنزاف وتغييب الوعي العربي ؛ بمساندة ومعاونة ودعم وتأييد الأنظمة الحاكمة التي تسير على نفس نهج البطش والفساد ؛ والمستفيدة من استمرار غياب وتضليل الوعي المصري ؛ والعربي مثل المجلس العسكري.
ولما كان كل ما بني على باطل فهو باطل ؛ فمثلما انهارت جميع ثورات ناصر تباعاً ؛ كحقائق تاريخية مؤكدة ؛ فإن رجوع الوعي المصري والعربي إلى إحقاق الحق والعدل ؛ يعتبر الخطوة الواجبة لإنهاء مفاسد وجرائم تلك الحقبة التاريخية الفاسدة ؛ وحتى لا يستمر أحفاد العسكرية المصرية في وراثة تلك الجرائم والأساليب الدكتاتورية والاستبدادية ؛ بحكم الاستناد التبريري الخادع لذلك العهد المجرم الفاشل ؛؛ وذلك بوجوب إعادة تحكيم العدل والقانون والدين والمنطق ؛ بدلاً من أحكام الطوارئ والأحكام العرفية العسكرية.. والذي يعد الخطوة الأولى الواجبة نحو إزهاق الباطل ؛ ومحو الظلم والظلام ؛ سواءً في مصر ؛ أو في العالم العربي ؛ قلب الإسلام النابض ..

المستشار رفعت السيد م 1965 حتي عام 1969 كانت أحلك وأسوأ فترة في تاريخ مصر

June 27, 2013

المستشار رفعت السيد

عندما نتحدث عن تاريخ القضاء، وما حدث خلال خسمين عامًا.. يمكنني القول إن الفترة التي أمتدت من عام 1965 حتي عام 1969 كانت أحلك وأسوأ فترة في تاريخ مصر.. إذ لاقي كل الشعب المصري فيها الأمرين.. وتوجت بنكسة 1967، وسبقه أيضًا عملية الاستيلاء علي أموال المواطنين.. وتعذيبهم والزج بهم في السجون من خلال لجان تصفية الاقطاع.. وكانت تجتمع كل أربعاء من كل أسبوع لتصدر قرارات بخراب بيوت الناس.

================
تعليق على كتاب حسنين هيكل

لمصر لا لعبدالناصر و تحدث فيه عن مذبحة القضاء و فيها مثال على كذب هيكل

علق المستشار رفعت السيد

ما قاله هيكل ولم يذكر لفظًا واحدًا أنه التقي أو رأي الراحل ممتاز نصار في مكتبه.. ولا أي شيء عما دار بينه وبين نصار. وهو ما يعني أن الواقعة كان دوره فيها أنه رتب للقاء «الرئيس عبدالناصر بالعطيفي».
هذا يعني أن هيكل كذب في سرد الوقائع الحقيقية لقصة مذبحة القضاة في العهد الناصري؟
بالقطع واليقين.. هيكل لم ينقل الحقيقة.. وحقيقة مقابلة العطيفي نفسه للرئيس عبدالناصر. . وحديثه معه عن شئون القضاة.. لا أعلم إذا كانت حقيقية أو غير ذلك.. لأن العطيفي مات.. ولكن الواقع وشهوده أحياء.. وعلي رأسهم المستشار مقبل شاكر.. ومحمد الدين عبدالله وسكرتيرة هيكل نفسه مازالت علي قيد الحياة السيدة عواطف الحملاوي، ويكفي أن هيكل نفسه عندما أحيل إلي جهاز المدعي العام الاشتراكي.. طلب مساعدة المستشار ممتاز نصار «يعني هيكل كان يعرفه جيدَا ومش عارفه من الشارع».

===========

تعليق على اكاذيب هيكل نرى انه لا يكتب الا عن الاموات حتى لا يكذبونه
مثال
============

هيكل نفسه كتب ما كتب عقب وفاة نصار.

مواقف قميئة

إذن ما توصيفك لما قام به هيكل؟
علي الأقل.. هيكل لم ينقل الحقيقة وحديث القضاة.. وأوغل صدر عبدالناصر ضد القضاة.. وأدي إلي هذا الموقف القميء الذي أدان حكم عبدالناصر.. في يقيني أن المعلومة الصحيحة لم تصل إليه.

أكاذيب تكشفها حقائق! حسنين هيكل و جمال عبدالناصر / سامي النصف

June 27, 2013

أكاذيب تكشفها حقائق!

06/03/2013

الكاتب سامي النصف
تواجهت ذات مرة ضمن برنامج «مواجهة» الذي كان يقدمه الزميل جاسم العزاوي على قناة أبوظبي الفضائية مع الإعلامي الناصري ـ نادر الظهور ـ احمد سعيد الذي كان يسقط الحكومات العربية ضمن برنامجه المسائي الأشهر في حينه «أكاذيب تكشفها حقائق» الذي يبثه من إذاعة صوت العرب فيبدأ بإعلان أسماء الإذاعات المستهدفة وتتلوها كلمة «أكاذيب» أو «حقائق» وهكذا حتى تنتهي تلك المقدمة بـ «هنا صوت العرب» ويتلوها «حقائق، حقائق، حقائق»، ثم يبدأ عرض ما قالته هذه الإذاعة أو تلك وتكذيبه أو تصديقه، وبالطبع تتغير مسميات أكاذيب وحقائق طبقا لتغير العلاقة مع القاهرة، فإن غضب عبدالناصر من نظام ما تحولت إذاعته الى «أكاذيب» وان رضي تحولت الى «حقائق».

****

ومما قاله لى الإعلامي الشهير أحمد سعيد ان النظام الناصري كان يعطي لنفسه حق التدخل في شؤون الدول الأخرى حتى انه زار الكويت عام 1963 ودخل منها الى العراق خلسة لإكمال طبخة إسقاط الرئيس عبدالكريم قاسم عبر انقلاب عسكري «نهاري» عليه الذي أدى الى مقتله، كما قام سعيد قبل ذلك في عام 1959 بإلقاء خطاب ناري في ثانوية الشويخ حاول من خلاله إدخال الكويت ضمن الصراع الدموي القائم آنذاك بين القوميين والشيوعيين والذي تفجر في الموصل عقب ثورة الشواف وانعكس بشكل صورة اعتقالات جماعية في مصر للشيوعيين أدى الى قتل زعيمهم شهدي عطية تحت التعذيب وهرب خالد بكداش من سورية.

****

والحقيقة ان ما كان يفعله إعلام أحمد سعيد ـ محمد حسنين هيكل آنذاك هو في حقيقته أقرب الى «حقائق تغيبها الأكاذيب»، حيث تحولت الهزائم الى انتصارات وتم استقصاد الأنظمة المحافظة الحكيمة فاتهم النظام السعودي بعد هزيمة (انتصار) حرب السويس عام 1956 بأنه وقف ضد مصر، بينما تظهر الحقائق التاريخية انه كان الحليف الأقوى لعبدالناصر في تلك الأزمة، حتى ان الأخير زار السعودية مرتين عام 1956 وأرسل طائراته للمطارات السعودية لإبعادها عن التدمير، كما قطعت المملكة النفط عن بريطانيا وفرنسا المشاركتين في العدوان ووضعت السعودية جيشها وما لها تحت إمرة عبدالناصر الذي قدر ذلك الموقف التاريخي قبل ان ينقلب عليه في وقت لاحق.

****

ومن الأكاذيب الكبرى لتلك الحقبة ما قاله الرئيس عبدالناصر في خطاب له في مارس 1958 ألقاه في دمشق من ان الملك سعود دفع 2 مليون جنيه استرليني لوزير الداخلية السوري عبدالحميد السراج الملقب بـ «السلطان الأحمر» لظلمه وقمعه، لفك الارتباط بين مصر وسورية، والحقيقة ان عبدالناصر أرسل نائب رئيس الجمهورية المشير عبدالحكيم عامر الى الطائف في 16/7/1958 ليعتذر مما حدث وانه كان مجرد سوء فهم! وفي 31/8/1959 زار الملك سعود القاهرة وتم الاحتفاء به بشكل غير مسبوق وهو أمر ما كان يتم لو كانت قضية التآمر على الوحدة حقيقية.

****

آخر محطة:

(1) حتى إسرائيل رغم عدوانيتها لم تسلم من أكاذيب وألاعيب النظام المخابراتي الناصري وان كانت قد استفادت ولم تخسر من تلك الأكاذيب فقد تكشفت عام 1954 ما سمي بفضيحة «لافون» وخلاصتها قبض رجال الأمن في الإسكندرية على عملاء إسرائيليين يفجرون المصالح الأميركية والإنجليزية في مصر بقصد اتهام المصريين وإثارة العداء بين هاتين الدولتين الكبيرتين والقاهرة (إن كانت تلك تهمة فخير من كان ينفذها هو الرئيس عبدالناصر وجهازه الإعلامي).

(2) والحقيقة المخفية والمخيفة ان فضيحة «لافون» كانت مؤامرة من قبل موشي دايان تواطأ فيها ضابط موساد يدعى «افري العاد» لتجنيد شباب يهود مصريين للقيام بتلك التفجيرات ثم كشفها للمخابرات المصرية التي كان يعمل معها بشكل مزدوج الضابط الإسرائيلي، (افري العاد) الذي حكم عليه بالسجن الانفرادي 10 سنوات عام 1960 بسبب اتصاله وتخابره مع مكتب الرئيس المصري وكان الهدف من «التآمر وكشف التآمر» إسقاط حكومة الحمائم التي يرأسها موسى شاريت ووزير دفاعها «لافون» وهو ما تم بقصد التحضير للحرب مع مصر واحتلال سيناء الذي كتب عنه دايان في كتاب مذكراته الصادر عام 1954 وهو ما حدث في النهاية، اضافة الى الدفع بهجرة يهود مصر الى الخارج وهو ما تم كذلك، وكان منهم شاب يهودي مصري شعر بالظلم الشديد بسبب القبض عليه يدعى ايلي كوهين كاد أن يصبح رئيسا لسورية منتصف الستينيات تحت مسمى.. كامل أمين ثابت..! (الأنباء الكويتية) – See more at: http://www.araa.com/opinion/10140#sthash.n9FZ0g9Z.dpuf

ملف مصر جرائم جمال عبدالناصر و أكاذيب هيكل / اسرائيل

June 27, 2013

ملف مصر جرائم جمال عبدالناصر و أكاذيب هيكل / اسرائيل

ملف جمال عبدالناصر

==========

عبدالناصر سبب الانفصال بين مصر و السودان و هزيمة 1967 ومقتل 120 الف مصري في اليمن

http://bit.ly/Kezz06

جلال كشك في كتابه ( ثورة يوليو الأمريكية ) وهو بعنوان ( التاريخ البلاستيك و هيكل )

http://bit.ly/JWZ3RY

جمال عبدالناصر الظالم المستبد / مَاذَا بَقِيَ للمِصْرِيينَ من حق فِي بلدهم مِصْرالمحْرُوسَة فِي عَهْدِ حكم العَسْكرِ الظَّالِمِ المُسْتَبِد؟؟

http://bit.ly/Ky3NyJ

جمال عبدالناصر الخديعه الكبرى التي وقع فيها الجهله

http://bit.ly/JpHN7D

 

جمال عبد الناصر اخطاء و هزائم و مذكرات يوسف القرضاوي و زينب الغزالي

http://bit.ly/L4j8m2

فشل عملية غسل سمعة أشرف مروان من تهمة التجسس لصالح إسرائيل / زوج ابنة جمال عبدالنلصر

http://bit.ly/J24hYM

عبد الناصر وعلاقاته الخفية “ورجال نظامه بالموساد والمخابرات المركزية الأمريكية ومن بينهم محمد حسنين هيكل،

http://bit.ly/JXp43c

عن علاقة عبد الناصر بالأمريكان / موقف عبدالناصر من اسرائيل / جلال كشك

http://tinyurl.com/86zbzk5

 

صلاح عبدالحكيم عامر يروي بالأدلة حكاية موت المشير: أبي لم ينتحر… لقد دسّ له عبدالناصر سم الإكونتين

http://bit.ly/Ko0whp

ملامح رئيسية في شخصية الرجل الصنم جمال عبدالناصر

http://tinyurl.com/cjkj9cr

تحطيم تمثال جمال عبدالناصر في بنغازي

http://bit.ly/JXcpgZ

ملف هيكل

=======

هؤلاء يردون على أكاذيب هيكل وتزييفه للوعي ولتاريخ مصر

http://bit.ly/Ko3thR

محمد حسنين هيكل بين الحقيقة وتزييف التاريخ اللواء جمال حماد.. يصحح روايات هيكل للتاريخ

http://bit.ly/JljL07

عبد الله كمال رئيس تحرير روز اليوسف يكتب عن هيكل ابو هزيمة” ثروت محمود فهمي عكاشة ومنتصر مظهر وأهارون بيرغمان

مونولوجات هيكل تستهدف الأردن

http://bit.ly/KWt9EC

محمد حسنين هيكل :أيها الكذاب المنافق بقلم:الشيخ راشد بن محفوظ

http://bit.ly/JBlQCX

الترابى: حديث هيكل عن تورط مبارك فى قتل الإمام المهدى “كذبة سخيفة”

 

http://tinyurl.com/7gdmoem

كشف عدم مصداقية محمد حسنين هيكل لقناة الجزيرة وكتاب تفكيك هيكل / سيار الجميل

http://bit.ly/JB22la

سعيد الشحات يكتب: 7ملاحظات على الأستاذ هيكل فى كتابه: «مبارك وزمانه»

 

http://tinyurl.com/7gc4mdc

هل قتل هيكل ناصر والسادات معاً ؟ هل قتل هيكل احوته و زوجة ابيه

http://bit.ly/J5n46H

هيكل، مزور للتاريخ/علي الكنزي السودان

http://bit.ly/KHw98t

من الذي لعب دور الوسيط بين النظام الايراني ورئيس الوكالة الدولية محمد البرادعي ؟؟

http://bit.ly/JVZPNY

هل يستثمر هيكل أموال حزب الله؟

 المتابعون لحركة أحمد هيكل الاقتصادية يراقبون زياراته المتكررة إلى لبنان، بطائرة خاصة دائماً، يلتقي فيها مسؤولين في حزب الله بعيداً عن الأضواء والاعلام. ولا يعرف متى يأتي ومتى يغادر إلا عدد قليل من مسؤولي الحزب الفارسي في لبنان، أو من خلال قراءة جدول السفر في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، ومستقبليه ومودعيه من الحزب نفسه.

 البعض يعتبر ان حزب الله يستثمر جزءاً من أمواله في مشاريع أحمد محمد حسنين هيكل الزراعية في السودان تحديداً، حيث للحزب مكانة خاصة لدى المسؤولين السودانيين، الذين يتلقون دعماً سياسياً ومالياً وإعلامياً من إيران.

 وهذا البعض يؤكد ان أحمد محمد حسنين هيكل ربما يحل مكان رجل الأعمال اللبناني الشيعي صلاح عزالدين الذي أفلست مؤسسته المالية التي كانت تشكل حافظة نقود حزب الله، وبلغت خسائره – حسب معلومات البعض 2 مليار دولار – شملت ودائع لفقراء ومتوسطي حال الشيعة وبعض المستثمرين القطريين، فضلاً عن أموال قادة حزب الله السياسيين والأمنيين، في حالة شبيهة بإفلاس شركات الريان المصرية في ثمانينات القرن الماضي.

 فهل يستثمر حزب الله بواسطة هيكل جزءاً من أمواله أيضاً في مصر من خلال مشاريع هيكل الزراعية؟ وهل يشكل موقف والده الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل، المتبني للسياسة الإيرانية في الوطن العربي كقائد للكتيبة الاعلامية الإيرانية في مصر غطاء لنشاطات ومشاريع نجله الزراعية – الاقتصادية؟

 ========

أعلنت “ارابيان بيزنس” قائمة أغنى 50 رجل أعمال عربيا لعام 2010، وقدرت الثروة الإجمالية لأغنى 50 عربيا لعام 2010 نحو 245.4 مليار دولار، فيما سيطر على القائمة نحو 29 شخصية وعائلة سعودية.

وتصدر الأمير الوليد بن طلال القائمة للسنة السابعة على التوالى، حيث زادت ثروته خلال الأشهر الـ12 الماضية بأكثر من 2 مليار دولار، لتبلغ 20.4 مليار دولار مقابل 18 مليار دولار فى العام الماضى.

 وضمت القائمة عائلة ساويرس فى المركز 28 بنحو 3.55 مليار دولار، فيما جاء رجل الأعمال شفيق جبر فى المركز 47 بنحو 2.1 مليار دولار، يليه أحمد وحسن محمد حسنين هيكل فى المركز رقم 49 بنحو 1.7 مليار دولار.

وأخذ محمد حسنين هيكل نصيبه من المؤلف.. حيث كتب عنه قائلا: أي زيف أقبح من زيف هيكل عن الانتصارات المزعومة في حرب 5 يونيو في جريدة الأهرام، وعدد الطائرات التي أسقطناها تؤكد كذبه، أي زيف أقبح من أن يزعم هيكل أننا انتصرنا في 5 يونيو لأن اليهود وإن أخذوا سيناء برمالها فقد عجزوا عن إسقاط عبد الناصر، فأنسب مكان لصنع تمثال لعبد الناصر يكون في تل أبيب جزاء ما قدم لليهد من جميل لن ينسوه له.

واستكمل حديثه عن هيكل قائلا: كنت أود لهيكل أن يكتفي بمغالطاته السياسية، ويحلل ويتأول كما يشاء ويبعد عن الخوض في الإسلام، فهو بعيد عن هدي الإسلام وجاهل به، وأنه كان أحد أركان التعتيم الناصري، والمبرر لضرب عبد الناصر للإسلام ولأهله والمفتري على الإخوان المسلمين في محاكماتهم بقضايا ملفقة، كان على هيكل أن يبتعد عن الخوض في الإسلام لأن خطأه سيكتشفه غيورون على إسلامهم ولن يتركوا هيكل يلبس عمامة ليعلم الناس مغالطات باسم الدن بجرأة هيكل على قلب الحقائق.

===========

قال محمد الجمل، عضو حركة “6 إبريل”: “نريد رئيسًا يعبر عن الثورة ولا نريد أحد من أركان نظام مبارك السابق، لافتًا أن ابنه نبيل العربى هى زوجة الملياردير أحمد محمد حسنين هيكل، الشريك الأكبر لـ جمال مبارك فى مجموعة هيرمس للاستثمارات المالية، التى تولت تهريب وإخفاء مليارات مصر المنهوبة، كما أنه شريك رامى مخلوف ابن خال الرئيس السورى بشار الأسد، صاحب المجازر الحالية ضد الشعب السورى الشقيق.

============

حسنى حافظ يتهم الحكومة بالتآمر على أهالى الإسكندرية

النائب الوفدى حسنى حافظ

كتبت- ولاء نعمة الله:

الثلاثاء , 28 فبراير 2012 16:20

اتهم النائب الوفدى حسنى حافظ عضو مجلس الشعب الحكومة بالتهاون فى التعامل  مع تقارير الاجهزة الرقابية التى تكشف الفساد الحقيقى داخل مصر.

واشار الى أن احد تقارير الرقابة الادارية كشف عن كارثة بيئية جديدة بالاسكندرية تتم بأوامر من احمد محمد حسنين هيكل والذى يمتلك شركة “القلعة” الوطنية للموانى النهرية, لافتا الى ان الشركة تقوم بالردم داخل ترعة مريوط الامر الذى سيؤدى الى حدوث كارثة صحية خطيرة .

واوضح النائب الوفدى حسنى حافظ خلال اجتماع لجنة الصحة بمجلس الشعب ان محافظة الاسكندرية تحولت الى مقلب للقمامة، وقال “الاسكندرية اصبحت الكورنيش فقط ..اما باقى المحافظة فليست فى حسابات المحافظ”.

وتساءل “لمصلحة من يحدث كل هذا؟”, وقال “إن شركة بونيكس المسئولة عن جمع القمامة من المحافظة هربت وتركت عملها بعد حصولها على 250 مليون جنيه بغير وجه حق” .

وشدد حافظ على أهمية اهتمام الحكومة بملف المصانع الملوثة للبيئة داخل محافظة الاسكندرية والمحافظات الاخرى, مبينا ان مصنع اسمنت بورت لاند بالدخيلة تسبب فى اصابة سكان منطقة وادى القمر بالامراض الصدرية المزمنة .

وقال “ان هذا الصمت سيؤدى الى قتل اهالى محافظة الاسكندرية بعد ان ملئت الاغبرة المنبعثة من مصانع الاسمنت المحافظة بالكامل”.

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد – حسنى حافظ يتهم الحكومة بالتآمر على أهالى الإسكندرية

==========

اللواء جمال حماد

كتبهاأحمد ثروت ، في 6 يونيو 2007
قادة ثورة يوليو 1952
مخالفا ما رواه هيكل
اللواء جمال حماد يعيد اكتشاف أسرار ثورة يوليو
شوقى مصطفى
فى كتابه “أسرار ثورة يوليو” – الذى نشرت مؤسسة أخبار اليوم فصوله على حلقات من إعداد عاطف النمر – يفند اللواء أركان حرب متقاعد جمال حماد كثيرا من روايات الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل حول أحداث ووقائع ثورة 23 من يوليو 1952، خصوصا فى كتابه “سقوط نظام”. يشير اللواء جمال حماد ويثبت بالأدلة والشواهد والبراهين والمستندات أن الأستاذ محمد حسنين هيكل لم يلتق بجمال عبد الناصر بفلسطين عام 1948، إنما التقى به لأول مرة برفقة المقدم جلال ندا فى بيت اللواء محمد نجيب يوم 19 يوليو 1952. لكن الأستاذ هيكل قال فى كتابه “سقوط نظام” إنه التقى بعبد الناصر فى بيت اللواء نجيب يوم 18 يوليو 1952، أى أنه أخر الأحداث التى وقعت فى 19 يوليو 24 ساعة كاملة، الأمر الذى استوقف اللواء جمال حماد، وجعله يطرح هذا السؤال: ما السر فى تزييف هيكل لتاريخ أحداث يومى 18 و19 يوليو؟!

تلاعب بتاريخ الوقائع

يجيب جمال حماد عن السؤال الذى طرحه بقوله “فى الفصل قبل الأخير من كتاب “سقوط نظام” للأستاذ هيكل تحت عنوان “5 ليال طوال”، وقصد به الأيام الخمسة التى سبقت قيام ثورة 23 يوليو 1952، أعترف بأن الحيرة قد أصابتنى عقب قراءتى لهذا الفصل، بسبب التلاعب الذى حدث فى تاريخ بعض الوقائع التى جرت خلال هذه الفترة، دون أن يكون هناك سبب واضح يبرر حدوث ذلك التزييف الغريب، لقد سجل هيكل فى اليوم الأول من تلك الفترة المحددة، وهو يوم الجمعة 18 يوليو، أهم الأحداث التى أكد جميع المؤرخين والكتاب والشهود، بل وبعض أشخاص هذه الأحداث أنفسهم وقوعها يوم 19 يوليو، فما الذى دفع الأستاذ هيكل إلى فعل هذا التغيير أو التزييف، وجعل تاريخ هذه الأحداث يسبق الواقع يوما كاملا، وهو الأمر الذى أخل بالتسلسل الصحيح لوقائع تلك الفترة إخلالا جسيما؟ لقد اتضح لى بعد استقراء الوقائع فى تلك الفترة المليئة بالأحداث التى تُعتبر مقدمات عاجلة لليلة الخالدة أن السرّ لا يكمن فيما كان هيكل مشغولا فيه بكتاباته فى ذلك الوقت كى يصدر كتابه “سقوط نظام” فى بداية عام 2003، وإنما يعود إلى ما قبل ثلاثين عاما من صدور هذا الكتاب، عندما أدلى هيكل بحديث مطوّل إلى محرر مجلة الدستور اللبنانية عام 1973.

وقائع تضع النقاط على الحروف

كعادته فى تضخيم أدواره ومحاولة انتزاع دور رئيسى له فى ثورة 23 يوليو وجد أنه طالما لا يمكنه اختلاق دور له فى عمليات الثورة نفسها بحكم أنه رجل مدني، فإن محاولته تركزت حينئذ فى أن يثبت أن تحليلاته المنطقية التى كان عبد الناصر يستمع إليها بشغف وانبهار، كما ردد فى كتابه، والتى كانت تؤكد أن الإنجليز بجيشهم فى منطقة قناة السويس لن يتدخلوا ضد أية حركة يقوم بها الجيش المصري، الأمر الذى بث الطمأنينة فى نفس عبد الناصر. وبالتالى إلى لجنة القيادة، فشجعهم ذلك على سرعة القيام بالحركة فى ليلة 23 يوليو 1952. وكان ذلك هو سرّ ما دفعه إلى الإدلاء بحديثه الخطير إلى المجلة اللبنانية الذى ذكر فيه أنه فى صباح يوم 19 يوليو اتصل به عبد الناصر هاتفيا فى منزله، وتجنب ذكر اسمه له من باب الحيطة والحذر، ولكنه عرفه بأنه الشخص الذى شاهده بالأمس بمحطة البنزين، وأنه يريد رؤيته فى اليوم نفسه، وعلى الرغم من أن هذه الواقعة كانت من نسج الخيال، إذ إن هيكل كما اعترف فى مقاله بمجلة آخر ساعة التى صدرت يوم 27 أغسطس 1952 لم يلتق مع عبد الناصر من بعد مقابلته له فى منزل محمد نجيب إلا فى فجر يوم 23 يوليو بمقر رئاسة الجيش، فإنه اختلق هذه الواقعة وأدلى بها فى جرأة يُحسد عليها، وفاته أنه سبق له الادعاء بأنه شرح هذا الموضوع باستفاضة لعبد الناصر مرة فى محطة بنزين كوبرى القبة على رؤوس الأشهاد، ومرة أخرى بعد التعديلات التى أدخلها على المكان فى عربته الأوبل الكابنتان السوداء.

ومن سوء حظ هيكل؛ لم يتمكن من ضبط توقيت الواقعة الوهمية التى اختلقها عن اتصال عبد الناصر تليفونيا معه صباح يوم 19 يوليو، ثم زيارته له فى منزله بعد ظهر نفس اليوم وقضاء ساعتين من وقته للاستماع إلى تحليله للموقف، إذ وقع دون أن يشعر فى مطب كبير. فقد تعارضت مواعيد الأحداث الحقيقية التى وقعت يوم 19 يوليو مع ميعاد القصة الوهمية التى اختلقها عن زيارة عبد الناصر لبيته، والتى أدلى بها إلى محرر المجلة اللبنانية.

تدارك الخطأ بخطأ آخر

لو كانت التواريخ قد تُركت على حالها لكان الأمر قد انقلب إلى موقف هزلي، إذ كان ذلك يعنى أن هيكل قد تعرف بعبد الناصر يوم 18 يوليو قبل أن يقابله حقيقة لأول مرة فى حياته يوم 19 يوليو فى بيت محمد نجيب. وكان يعنى أيضا أن جلال ندا وهيكل ذهبا إلى محمد نجيب فى بيته بعد ظهر يوم 18 يوليو كى يعرفا منه ما جرى خلال لقائه مع محمد هاشم باشا، بينما هذا اللقاء لم يكن قد تم بعد. وكان باقيا على موعد عقده نحو عشر ساعات. ولم يكف هيكل عن محاولاته للخروج من هذا “المطب” بسلام، وكان الحل الأمثل الذى اهتدى إليه هو جعل كل الأحداث الحقيقية التى وقعت يوم 19 يوليو تتقدم 24 ساعة عن موعدها، أى تقع يوم 18 يوليو، وبذلك يتم تدارك ذلك الخطأ الذى وقع فيه عن غفلة، وتصبح قصته الوهمية لأحداث 19 يوليو والتى رواها لمجلة الدستور اللبنانية عام 1973 صحيحة ومحبوكة. وزيادة فى الحيطة والحذر أراد أن يوفّر لنفسه مخرجا فى المستقبل فى حالة انكشاف ما يقوم به من تغييرات وابتكارات فى التاريخ.

ففى الصفحة 510 من كتابه “سقوط نظام” التى تقع ضمن صفحات الفقرة التى عنوانها الرئيسى “اليوم الأول 18 يوليو 1951″ والتى حدثت فيها أهم التغييرات فى تاريخ الأحداث، سجل هيكل ما يلى بالنص “وعاد عبد الناصر يسأل بما مفاده: وإذا لم تكن هناك قضية فما العمل لوقف هذه الإهانة؟ واستعمل جمال عبد الناصر هذا التعبير وقد نسبته إليه عندما سجلت وقائع ذلك اللقاء بعدها بأكثر قليلا من أسبوع. ومن المفارقات أننى لم أسجله يومها مكتفيا بعبارة الساعة السادسة عند محمد نجيب “اللواء صبحى واقتراحه”، وعندما تطورت الأمور فى ظرف أيام بما لم يخطر على البال فى حينه، عدت فسجلت يوم 28 يوليو ما شاهدته مساء يوم 18 متأخرا تسعة أيام.

دليل براءة فى حاجة إلى مراجعة

هكذا حرص هيكل على أن يعد دليل براءته فى حالة انكشاف أمر التغييرات التى أجراها فى تاريخ أحداث يومى 18 و19 يوليو، فانتحل لنفسه مسبقا العذر مدعيا أن الفرصة لم تسنح له لتسجيل واقعة لقائه مع عبد الناصر الذى جرى بالفعل فى منزل محمد نجيب يوم 19 يوليو، فهل يعقل أنه خلال ما يزيد على نصف قرن لم يدرك هيكل خطأه ولم يقرأ التاريخ الحقيقى لأحداث يومى 18 و19 يوليو فى أى كتاب أو مرجع لكى يكتب التاريخ الصحيح؟!”.

ويشرح اللواء جمال حماد كمشارك وشاهد عيان المناخ الذى جرت فيه الأحداث فى الأيام الثلاثة الحاسمة قبل قيام الثورة بإيجاز شديد يدخل من خلاله على روايات الأستاذ هيكل لتلك الفترة، والأخطاء التى أتت فى رواياته، فيقول “كانت الأيام الثلاثة الأخيرة التى سبقت قيام الثورة 20 و21 و22 يوليو فترة حاسمة فى تاريخ مصر. فقد دار خلالها صراع رهيب بين معسكرين، كل منهما على جانب كبير من القوة والبأس، أحدهما معسكر الإسكندرية ويتمثل فى الملك وحكومته، والفريق محمد حيدر القائد العام للقوات المسلحة، وبحوزته الشرعية والحكومة والسلطة وقوات الإسكندرية، وفى مقدمتها بحرية جلالة الملك، والثانى معسكر القاهرة ويتمثل فى لجنة القيادة للضباط الأحرار التى يرأسها المقدم جمال عبد الناصر، والتى نجحت فى حشد حوالى مائة من الضباط الأحرار من مختلف أسلحة الجيش ووحداته فى القاهرة، بينما البعض الآخر منهم موزع فى مختلف المناطق العسكرية خارج العاصمة. وكانت راية القيادة معقودة للواء محمد نجيب مدير سلاح المشاة، ورئيس مجلس إدارة نادى الضباط، والرجل ذى الشعبية الكبيرة على المستويين العسكرى والشعبي، والذى رشحه كل من نجيب الهلالى فى وزارته الأولى، وحسين سرى فى وزارته الأخيرة، ليكون وزيرا للحربية، لولا رفض الملك بحجة أنه لا يريد عرابى رقم 2 فى قيادة الجيش، وكانت المعركة قد اشتعلت بين المعسكرين إثر إصدار قيادة الجيش يوم 16 يوليو 1952 قرارا بحل مجلس إدارة نادى الضباط وهو المجلس الذى قامت الجمعية العمومية للضباط بانتخابه فى 31 ديسمبر 1951.

قرار التحدى

كان صدور هذا القرار هو ذروة التحدى لمعسكر الضباط الأحرار، فى إشارة واضحة إلى أن الملك وقائده العام الفريق محمد حيدر قررا اتباع سياسة الشدة والقمع ضد الضباط الأحرار، الذين أيقنوا أن فى انتظارهم قريبا حركة تصفية كبرى، إما بالاعتقال أو التشريد أو الطرد من الجيش.

ولم يكف أعضاء لجنة القيادة للضباط الأحرار منذ صدور القرار بحل مجلس إدارة نادى الضباط عن عقد اجتماعاتهم وتعبئة قواتهم وتنظيم صفوفهم استعدادا للمعركة الفاصلة التى كانت على الأبواب. وأصبح السؤال الذى يدور فى أذهان العالمين ببواطن الأمور: من يا ترى من المعسكرين سيتغدى بالآخر قبل أن يتعشى الآخر به؟ ولم تكن هناك إجابة عن هذا السؤال من جانب الضباط الأحرار سوى التعجيل بقدر ما يستطاع بسرعة قيام حركة الجيش، ولذا عدل بالطبع عن الموعد الأصلى وهو 5 أغسطس، وجرت محاولة لتكون الحركة ليلة 22 يوليو ليتم تحطيم الوزارة الجديدة بما فيها وزير الحربية قبل أداء اليمين الدستورية. ولما تعذر ذلك تحددت ليلة 23 يوليو، أى بعد ساعات قلائل من أداء الوزارة اليمين الدستورية، حتى لا تتاح أية فرصة لوزير الحربية الجديد لإصدار تعليمات أو أوامر يسبق بها ضربة الضباط الأحرار التى كانت تعد وقتئذ فى عناية وكتمان لتهوى على رأس معسكر الملك وأعوانه فتسحقهم سحقا”.

أحداث الأيام الثلاثة

من هنا يبدأ اللواء جمال حماد فى استعراض السيناريو الذى رواه الأستاذ هيكل لأحداث الأيام الثلاثة الحاسمة لتفنيد ما جاء به، فيقول “نظرا لما درج عليه الأستاذ هيكل من أن يجعل لكل واقعة أكثر من رواية، لذا اخترنا مرجعين روى هو من خلالهما أحداث يومين من أيام تلك الفترة “20 و21 يوليو”، أولهما مجلة الدستور اللبنانية عام 1973، والثانى هو كتاب “سقوط نظام” إصدار عام 2003. ولنا ملاحظات متعددة على هاتين الروايتين، وقد سجل السيناريو رقم واحد الأحداث بطريقة مختصرة، بينما سجلها السيناريو رقم اثنين بتوسع وتفاصيل كثيرة. كان سفر هيكل إلى الإسكندرية كى يقابل نجيب الهلالى المرشح لرئاسة الوزارة فى السيناريو رقم واحد بمبادرة من هيكل. أما فى السيناريو رقم اثنين فكان سفره تلبية لدعوة من الهلالى وجهها إليه صهره الدكتور محمود محفوظ. ولم تكن لهيكل مهمة معينة فى الإسكندرية تستدعى سفره إليها، فلم يكلفه الهلالى بأى عمل خاص يستدعى اتصال الدكتور محمود محفوظ معه الساعة السادسة صباحا يوم 20 يوليو ليخطره بأن نجيب باشا كلف بتشكيل وزارة جديدة، وأنه يطلب حضوره إلى الإسكندرية فى نفس اليوم. وهذا ما جعله يروى فى السيناريو رقم واحد أنه لم يمكث بالإسكندرية سوى بضع ساعات عاد بعدها إلى القاهرة فى الساعة العاشرة مساء.

ولا ندرى سر الاختلاف فى المدة التى أمضاها هيكل فى الإسكندرية، فقد روى فى السيناريو رقم اثنين أنه عاد يوم 21 إلى القاهرة بعد أن أمضى الليلة فى فندق سييل. وزعم هيكل فى السيناريو رقم واحد أن اتصالات عبد الناصر التليفونية معه كانت تتم بواسطة عبد الناصر شخصيا، أما فى السيناريو رقم اثنين فقد ادعى هيكل أن هذه الاتصالات كان يجريها معه الصاغ سعد توفيق.

ومن المؤكد أن هذا الضابط لم يظهر له أى اتصال مع عبد الناصر فى الفترة التى سبقت قيام الثورة. ومن العجيب أن يختلق هيكل اتصالات تليفونية أجراها سعد توفيق معه ليس لها معنى أو مبرر. ولم يوضح لنا هيكل سر هذا الاهتمام والانشغال الشديدين من جانب عبد الناصر به كما يدعى بحيث يجرى معه اتصالات تليفونية متواصلة، وزيارات فى بيته عدة مرات، برغم أنه لم يتعرف عليه إلا قبل يوم واحد فقط فى منزل اللواء محمد نجيب، ولم يمكث معه سوى دقائق معدودة، بخاصة وأنه صحفى تستدعى منه مهنته الحصول على الأخبار.

مغالطات تاريخية

قال المقدم متقاعد جلال ندا “دفعة عبد الناصر فى الكلية الحربية” فى مقال بمجلة الدستور اللبنانية الصادرة فى 18 أكتوبر/ تشرين الأول 1976 تحت عنوان “مغالطات تاريخية فى مقالات هيكل”: صرح جمال عبد الناصر يوم أول أغسطس/ آب 1963 فى حفل اليوبيل الفضى لدفعة خريجى الكلية الحربية فى يوليو 1939 فى مقر قصر أنطونيادس بالإسكندرية أمام تسعين زميلا من الدفعة، وكان يستشهد بى فى تصحيح التواريخ عندما قال “إحنا قبل الثورة رحنا عند نجيب علشان نبلغه عن تاريخ الثورة”، ووجه إلى الحديث “كان يوم إيه يا جلال؟”. فقلت له “19 يوليو الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر”. فقال “لقينا جلال وهيكل، وده صحفي، ولو عرف حاجة عن الثورة كنا رحنا فى داهية”.

فهل يتفق هذا القول مع ما يزعمه هيكل عن الاتصالات التليفونية المتواصلة معه من جانب عبد الناصر، وكذا زياراته المتتابعة لمنزله كى يستمع إليه عن موضوع واحد هو: هل سيتدخل الإنجليز ضد حركة الجيش أم لا يتدخّلون؟!”.

==========

ملف مصر

======

مصر: إعلان وفاة الريادة العربية

http://tinyurl.com/crozz5e

 

 

الدكتور طه حسين المصريين يحبون النفاق / شخصية المصري

http://bit.ly/LiG0nI

تقرير من تل أبيب: 30 ألف شاب مصري يعيشون في إسرائيل

bit.ly/Lim4kW

مقالات ذات صلة عن عبدالناصر /هيكل/ النكسة /اميركا / مصر /الانظمة الثورية

http://bit.ly/J5EMXT

النصف يدافع عنه متسائلا: لماذا حدث ما حدث في مصر؟! سامي النصف

http://bit.ly/Kf3mpi

حكم إعدام مصر صدر وتنفيذه قائم على قدم وساق.. النصف مؤكداً

http://bit.ly/KkFPkL

مصر: إعلان وفاة الريادة العربية

http://bit.ly/JBlZ9m

مصر-العظيم-بقلم-الدكتور-محمد-المسفر/

لا نعرف عن حضارة مصر العظيمة سوى قبور الفراعنة وتحنيط الموتىور.

http://tinyurl.com/bosz7vv

عبد الفتاح عبد المنعم يكتب: وثيقة إيرانية حول أهداف إيران المستقبلية فى مصر

http://bit.ly/JBNjod

الاخوان-المسلمون-و-جرائمهم/

 

http://tinyurl.com/7xltkho

دكتور أزهري: الحجاب ليس فريضة! – جريدة سبر الالكترونية

http://bit.ly/LdFqS0

80 % من خريجي الأزهر سقطوا في مادة القرآن

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=79187

ملف اسرائيل

=======

تقرير من تل أبيب: 30 ألف شاب مصري يعيشون في إسرائيل

 

http://tinyurl.com/6q86zj3

عبد الرزاق عبد القادر أحد أحفاد الأمير عبد القادر يعتنق اليهودية

http://bit.ly/KnPRmI

مواطنون ليبيا و السودان يطلبون اللجوء الي اسرائيل

http://bit.ly/KWU9UG

لماذا اسرائيل بصغر حجمها تفوق صادرتها اضعاف صادرات مصر

http://bit.ly/JBjSEu

=====

منقول بتصرف

هل مصر فعلاً صاحبة فضل علي البلاد العربية؟

تلك الحقيقة التي تريد ألا تعرفها أبدًا

05/12/2009

إبراهيم عيسى

أولا: هل مصر فعلاً صاحبة فضل علي البلاد العربية؟

أولا مكرر: هل نحن فعلا أصحاب فضل علي العرب؟

في علم السياسة وعلاقاتها كلمة فضل كلمة غريبة ومهجورة ليس لها أي محل ولا مجال ولا مكان لها في العلاقات بين الشعوب وبين الدول، والحديث عن الفضل خساسة مضحكة ومثيرة للشفقة فلم نسمع يوما من الأمريكان أنهم أصحاب فضل علي أوروبا وبالتحديد علي ألمانيا مثلا حيث خرجت برلين مهزومة ومنسحقة ومفلسة من الحرب العالمية الثانية فتولت أمريكا في مشروعها الشهير مشروع مارشال إعادة بناء الاقتصاد الألماني عبر حجم هائل من المنح والقروض ساهم المشروع مع علم وعمل ووعي وعقل الألمان في نهضة هذا الشعب وتجديد هذه الدولة لتصبح واحدة من الدول الثماني العظمي في الكرة الأرضية، فهل تطاول أمريكي وقال يوما لمستشار (رئيس) ألمانيا أو للصحف الألمانية: تذكروا فضل أمريكا عليكم يا عرر يا جرابيع يا نازيين!!!
لن أطيل عليكم في سرد تجارب دولية كبري في مساندة الشعوب الصديقة والجارة والتي تربطها مصالح مشتركة عميقة ومهمة وأهداف واحدة وثقافة تكاد تكون موحدة، لكن المحصلة أنه لا أحد في العالم يقول هذا الكلام الفارغ بتاع الفضل وكلام الناس العاجزة الخايبة!
ثم في مجال الأخلاق السياسية والسياسة الأخلاقية كلام مثل هذا معيب وجارح للطرفين، فالذي يقول إنه صاحب فضل كأنما هو تاجر البندقية شيلوك اليهودي الذي يريد أن يقتطع لحم الناس المدينين له كي يوفوا بسداد ديونهم كما أنه أمر يثير عدوانية الطرف الذي نال الفضل (لاحظ مازلت ماشي معاك في أننا أصحاب فضل وهذا غير صحيح بالمرة وتماما) فأنت عندما تعاير شخصا وتضغط عليه فأنت في الحقيقة تبتزه ابتزازا رخيصا كي يكون تابعا أو خادما أو مكسورا أمامك وهو ما ينقلب إلي عكس ما تطلبه وضد ما ترجوه فللصبر حدود وللطاقة احتمال محدد!
لكننا فعلا لسنا أصحاب فضل علي العرب!
أعرف أنك لن تستطيع معي صبرا لكنك لو صبرت لاستطعت!

ما فضل مصر علي ليبيا مثلا؟ حتي يتذكر الشعب الليبي فضل مصر فتنهال دموعهم وتنسال أنهارا من فيض الفضل المصري؟ ربما تكون العلاقات التجارية التي مارستها مصر مبارك مع ليبيا خلال الحصار الدولي عليها موضع تذكير وفخر من حفنة تعرف بذلك في دوائر السياسة الحاكمة، لكن الحقيقة هذه العلاقات أفادت مصر أكثر من ليبيا ثم إن ليبيا كانت تقيم ذات العلاقات سرية وتحتية مع شركات ودول أخري في تبادل فوائد مشتركة فهو أمر لا يخص مصر مبارك بميزة ولا يقدم لمصر فضلا!
طيب ما فضل مصر علي الشعب السوداني؟ ممكن تحكي لي شوية عما فعلناه للسودان مثلا، ولا أي حاجة، حكومة وشعبا، بل نسينا السودان ونتغافل عن مشاكله ولا نتعامل مع همومه ولا حتي نستفيد من خيراته وفرص استثماراته؟
حد فيكم فاكر أي فضل لمصر علي السودان منذ استقلال السودان، بلاش منذ استقلاله، بل منذ 28عاما هي حكم الرئيس مبارك، ألا تتذكرون معي أننا كنا مقاطعينه أصلا بعد انقلاب البشير ومنذ محاولة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا وكانت هناك فجوة كبيرة وجفوة أكبر، وقبلها كانت خناقات للدجي مع حسن الترابي (وكذا المهدي وحزب الأمة أيضا) وكنا ننتصر لجعفر النميري ديكتاتور السودان حتي تخلصت منه ثورة سودانية شعبية، هل فعلا عملنا أي شيء كي يدين لنا سوداني واحد بإيقاف مذبحة دارفور، أو منع انفصال الجنوب (ربما ساهمنا بتكريس انفصاله!!) هل رحبنا باللاجئين السودانيين كما يجب علينا مع اللاجئين ومع السودانيين؟ هل نشطنا تجارة واستثمارا مع السودان كما فعلت الصين وتكاد تكون المستثمر رقم واحد في السودان؟ هل انتهينا إلي حل محترم يصون حقوق البلدين في خلافنا حول شلاتين وحلايب (ألم تسمع أن حكومة الخرطوم تعاملت مع حلايب باعتبارها دائرة انتخابية سودانية!)
حد يقول لي أي حاجة في فضلنا علي العراق؟
وماذا فعلنا للجزائر ومع الجزائريين منذ أربعين عاما!!
وما فضل حضرة أي واحد فينا علي تونس مثلا وقد كنا نخاصم الحبيب بورقيبة منذ أيام عبدالناصر ثم لا نتذكر عن علاقاتنا مع تونس سوي مباريات كرة القدم ذات الخيبة! وأن الفرق التونسية كانت تمثل حتي حين عقدة للفرق المصرية!!
أما المغرب فمش عايز أسمع ولا كلمة عنا معها فقد انتهي وجودنا فيها بعد رحيل عبدالحليم حافظ وحفلاته وأغنياته للملك محمد الخامس!
بينما موريتانيا أنا أتحدي أي مصري يقول لي اسم رئيسها الحالي؟ أو عدد سكانها؟ أو اسم جورنال واحد فيها؟، بل أظن أن معظم المصريين لا يعرفون أن موريتانيا تتحدث اللغة العربية!!
ندخل بقي علي المشرق العربي!
كلموني شوية عن فضلنا علي لبنان… الحقيقة لبنان ذات فضل متبادل يخص نانسي عجرم وهيفاء وهبي وإليسا وأفلامنا السينمائية التي صورناها في بيروت بعد النكسة وكان القلع والخلع فيها فوق الركب، ثم تفرجت مصر علي الحرب الأهلية في لبنان خمسة عشر عاما ولا حيلة لنا إلا جملة ارفعوا أيديكم عن لبنان بينما لم تكن لنا فيها يد، وحتي الآن فإن حكومتنا تتعامل مع نصف لبنان باعتباره خصما لها (حزب الله وحركة أمل وتيار ميشيل عون وقلبنا مؤخرا علي وليد جنبلاط فلبنان بالنسبة لحكمنا الرشيد هي سعد الحريري وسمير جعجع!!).
أما فضلنا علي سوريا فبلا حدود طبعا فيكفي أن مالناش دعوة بيها منذ 1973تقريبا ورغم محاولات فنانين مصريين أنصاف موهوبين وأنصاف مثقفين طرد ممثليها من حياتنا المصرية إذا بنجوم سوريا يسطعون في مصر!
وهذه فرصة لطيفة جدا للكلام الفارغ الآخر الخاص بموضوع أن مصر تفتح ذراعيها للفنانين العرب وكأن هذه منة أو منحة، لكن الحقيقة أن مصر بلا فنانين عرب لا تملك أن تقول عن نفسها ولا كلمة من عينة هوليوود الشرق والذي منه، ثم هوليوود الأصل يا بتوع الأصول هي التي تفتح ذراعيها لكل فنان ولأي فنان من أي مكان في العالم وهذا شرط التميز وأس النجاح!
ثم إذا كان فتح مصر ذراعيها للفنانين العرب فضلا فأرجو أن يكون واضحا لدي كل أعضاء نقابة المهن التمثيلية الذين يبدو أنهم في حاجة ماسة إلي دورات تثقيفية في التاريخ فالذي أدخل المسرح إلي مصر يا بهوات يا بتوع الفن هم السوريون والشوام، هم الذين علمونا يعني إيه مسرح وهم الذين بنوا المسرح المصري وخلقوه علي شكله المعاصر من عدم، ثم الشوام والفنانون العرب يا نجوم مقصورة استاد المريخ في الخرطوم هم الذين أسسوا فن السينما في مصر وأنتجوا وأخرجوا ومثلوا أفلامنا الأولي الرائدة واقرأوا تاريخكم الفني لتعرفوا وتفهموا فضل العرب والشوام علي كل فنان مصري!
وبالمرة بقي طالما جئت إلي الذي يوجع فإن الصحافة المصرية هي صحافة صنعها شوام العرب من سوريين ولبنانيين وهم رواد فن الصحافة المصرية الأوائل بل هم مؤسسوها وأصحابها من أول الأهرام والمصور والهلال والمقطم ودار المعارف حتي روزاليوسف إلخ إلخ!
ثم ما فضل مصر علي السعودية؟ وعلي الخليج العربي؟ (لم يأت دور فلسطين حتي الآن فصبرا جميلا والله المستعان).
آه هنا ستسمع كلاما حقيقيًا عن دور المدرسين المصريين والأطباء والمهندسين وغيرهم الذين ساهموا في تعمير وإعمار وتعليم وتطبيب أهل السعودية والخليج!
هذا صحيح لكنه ليس فضلا
هذا عمل ولا أقول واجبا
بذمتك ودينك هل سافر مئات الآلاف من المدرسين والأطباء للسعودية والخليج حبا في أهل هذه البلاد أو رغبة في خدمة الإنسانية أو كرما أو عشقا لسواد عيون المواطن العربي في الخليج (أو في ليبيا والجزائر حيث سافر المصريون ليعملوا هناك).
يا أخي عيب، لايزال السفر لهذه الدول حلما لدي كل شاب مصري كي يكون نفسه ويعمل قرشين ويتزوج أو يبني بيتا، ومحدش يقولي إحنا اللي علمناهم!
فالحقيقة أنهم يتعلمون الآن في أوروبا وأمريكا ولم نسمع عن أن أوروبا وأمريكا تعايرهم، ثم إذا كنا علمناهم فأنا وعلي مسئوليتي الشخصية أزعم أن نصف بيوت أقاليم مصر إن لم يكن أكثر من نصفها كثيرا تم بناؤه بفلوس مصريين يعملون في الخليج والسعودية، يعني بنوا بيوتنا وصرفوا علي أهالينا مقابل ما تعلموه أو اتعالجوا بيه، كان عملا ولم يكن فضلا ولا حتي رسالة! وكان حلم أي مدرس فيكي يا مصر أن يأتي اسمه في كشوف الإعارة للدول العربية، هل بسبب إنه سيذهب لرسالة العلم ونشر الثقافة ورفع راية التنوير، أبدا ولكن بسبب أنه سيقدر علي بناء البيت أو تزويج البنات وتجهيزهن أو توفير مبلغ للزمن أو غير ذلك من مقتضيات ضرورات الحياة!
طبعًا لم أذكر اليمن حتي الآن متسائلا عن فضلنا عليها خصوصا إنه كل شوية يفكرك واحد من إياهم إننا حاربنا لأجل اليمن بينما نحن حاربنا كذلك لأجل الكويت، وهذا ما يقودنا مرة أخري إلي فضل جمال عبدالناصر.
فالمؤكد أن العمل العربي الوحيد المشترك الذي فعلته مصر لأجل شعب عربي منذ 28عاما كان مشاركة قواتها في حرب تحرير الكويت عام 1991، لكن دعني أذكرك أن هذه المشاركة كانت تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية!! ثم كان إسقاط ديون مصر الخارجية تاليا لهذه المشاركة (لا أقول ثمنا وقد تقول، ولا أقول مقابلاً وقد تقول، وإذا قلت أنت ذلك لن أجادلك).
لعلنا في السياق نفسه نتذكر أن مصر أمدت العراق بسلاح في حرب صدام مع إيران وبموافقة ورعاية أمريكية ثم بمقابل مالي ضخم وليس حبا في العروبة (ربما كرها في إيران)، وساعدنا زعيما عربيا مجنونا ومستبدا هو صدام حسين علي تبديد ثروة شعبه وقتل الملايين من أبناء وطنه في حرب بلا طائل وبلا هدف إلا خدمة الأمريكان والصهاينة!
الحقيقة أنه من 28سبتمبر 1970ليلة وفاة جمال عبدالناصر فإن الشعب المصري ليس له أن يفتح عينه أمام أي شعب عربي ليقول له إنني منحتك أو أعطيتك أو تفضلت عليك خلال أربعين عاما، ومع ذلك فإن مصر جمال عبدالناصر لم تكن هي أيضا صاحبة فضل علي العرب!

ثالثا: ومع ذلك فإن مصر جمال عبدالناصر لم تكن هي أيضا صاحبة فضل علي العرب!

مصر حاربت إسرائيل في 1948فانتهت الحرب بضياع نصف فلسطين وبالنكبة الكبري حيث قامت دولة إسرائيل بينما كانت مصر الدولة الأكبر والجيش الأكبر وانهزم أمام عصابات صهيونية، ومن ثم فالمؤكد أن مصر هي المسئولة الأولي عن نكبة 48وهي بالمناسبة شاركت في هذه الحرب لأن أهداف إسرائيل التوسعية والاستعمارية لا تغيب عن أي حمار فما بالك بالعاقل النابه الذي يعرف أن إسرائيل تبحث عن دولتها الكبري من النيل للفرات، ومن ثم فالسكوت عنها وهي تحتل فلسطين كأنه رضوخ وموافقة لأن تحتل بعدها من نيلنا المصري السوداني إلي فراتنا العربي!
أما حرب 67فإن إسرائيل هي التي بدأت وشنت الحرب وقد أضعنا فيها نصف فلسطين حيث كانت القدس تحت ولاية الأردن، وغزة تحت ولاية مصر؛ فانهزمنا وضيعنا القدس وغزة وسيناء والجولان بالمرة.
أما حرب أكتوبر فقد كانت حربا من أجل سيناء وليست من أجل فلسطين وليس في خطتها التي وضعها عبدالناصر أو التي وضعها السادات كلمة واحدة عن فلسطين، فهي حرب مصرية تحاول استعادة أرض مصرية وشاركتنا في الحرب دول عربية كثيرة سواء بسلاح البترول (حد يكلمنا عن فضل البترول) أو بالمدرعات والدبابات كما فعلت الجزائر وكان منوطا بقواتها الدفاع عن القاهرة ضد محاولات احتلالها بعد الثغرة واحتلال السويس، أو بالأبطال الغر الميامين كما فعل الفدائيون الفلسطينيون.
ومن يومها فض اشتباك أول وفض اشتباك ثان ولا فلسطين ولا غيره حتي إننا تحولنا في عصر الرئيس مبارك إلي دولة تقف علي الحياد كما يقول هو نفسه بين إسرائيل والفلسطينيين (لا يقول فلسطين بل الفلسطينيين!)، وصارت مصر الدولة الوسيطة والسمسارة السياسية للصفقات بين طرفي النزاع والصراع وتتباهي بأنها موضع ثقة الطرفين، ثم لاتكف مصر عن لعب دور السنترال في أي أزمة تحيط بالشعب الفلسطيني، حيث تتصل طوال الوقت بوزراء ورؤساء دول أجنبية ترجو منهم وقف إطلاق النار المفرط وتدين بالمرة اللجوء إلي العنف!!. ثم نغلق معبر رفح حتي في لحظات العدوان الإسرائيلي علي غزة، ويملك كثير من المصريين الجسارة أن يقولوا إن هذا عدل وحق، ثم نسمع عن مخاوف من أن يأتي الفلسطينيون إلي سيناء يا خويا ويقعدوا فيها وهيه ناقصة، بينما يقاتل ويناضل اللاجئون الفلسطينيون كي يعودوا إلي أرضهم يخشي عوام منا وغوغاء من بيننا أن يأتينا فلسطينيون من غزة إلي سيناء وكأن نخوة المصريين جفت وكأن ما نسمعه ونراه من تدين المصريين مقصور علي النقاب واللحية والسبحة وتكفير الأقباط وحرق البهائيين، أما الانتصار للحق ونصرة المظلوم وإغاثة اللاجئ والاعتصام بحبل الله فكلام لا يعرفه المصريون ولا عايزين يعرفوه!!

رابعا: هل مصر فوق الجميع فعلا؟
آه جينا للي يزعل أكتر
هل مصر فوق الجميع؟
السؤال الواجب هنا هو أي جميع؟ من هم الجميع الذين مصر تقف أو تجلس فوقهم؟
هل جميع المصريين؟ أم جميع البشر؟ أم جميع الدول؟
الغريب أن دولتين فقط من بين كل دول العالم رفعتا هذا الشعار، الأولي هي ألمانيا النازية، وشعارها ألمانيا فوق الجميع، ألمانيا أدولف هتلر العنصرية العدوانية وكان هذا بشكل رسمي ولفترة مؤقتة (سوداء علي العالم كله)، والثانية التي هي مصر بشكل غير رسمي وفي عهد الرئيس مبارك حيث تتجرأ بعض قيادات الحزب الوطني وببغاوات الإعلام ودببة الفضائيات ويكررون شعار مصر فوق الجميع دون وعي بنازيته وعنصريته وربما دون وعي بمعناه ومغزاه أصلا؟
هذا الشعار عنصري رفعته دولة في فترة عنصرية آمنت فيه فئة مهووسة في مرحلة متطرفة وفي أجواء ديكتاتورية بأن الألمان جنس مختلف ومتميز عن العالم كله، وأن الجنس الألماني نبيل متفوق علي غيره من الأجناس والتي هي أجناس أدني أو قذرة تستحق إفناءها أو قتلها والتخلص منها، أي المقصود والمفهوم من ألمانيا فوق الجميع أنها أعلي وأهم من الشعوب الأخري وأكثر رقيا وتفوقا بحكم الجينات والهرمونات، وأن الألمان يستحقون وفق هذا الإيمان أن يحكموا ويتحكموا في العالم وأن تكون الأجناس الأخري مجرد عبيد وأرقاء وأقنانا عند الجنس الألماني اللي فوق بينما الجميع تحت!!
من إذن أدخل هذا الشعار المجنون إلي بلدنا وجعل حمقي أحيانا ومخلصين جهلة أحيانا أخري وسياسيين متحمسين حينا يرددون هذا الهوس الخرف دون فهم ودون تفكير؟
ثم ماذا يعني هذا الشعار الأخرق؟
هل يعني أن مصر فوق بقية الدول؟ النبي تتلهي!!
فمصر التي تحتل المركز الأخير بين دول العالم في سوق كفاءة العمل، والتي تقبع في المركز 111بين دول العالم من حيث النزاهة والشفافية، والتي لا تزرع قمحها وتستورد رغيف عيشها، والتي لا تشكل أي صناعة فيها أي أهمية في العالم، والتي لا تمثل أي تجارة لديها أي أهمية في العالم والتي لا تظهر في قائمة الدول العشرين الأكثر تصديرا في العالم ولا قائمة المائة، والتي لا تضم جامعة واحدة ضمن أهم خمسمائة جامعة في العالم والتي والذي والذين، هل يمكن أن يصدق أي مهفوف أنها فوق الجميع!
غالبا يتم استخدام هذا الشعار في مواجهة الدول العربية، وهو ما يعود بنا إلي أصل الموضوع وهو هذا الإحساس الزائف عند الشعب المصري بأنه جنس مخصوص غير العرب كلهم وأنه متفوق عليهم وأنه أعظم منهم وأنهم ولا حاجة أمام المصريين، وإذا لم يكن هذا الكلام عنصريا فهو ألعن، فسيصبح كلام ناس عيانة يستحسن ذهابها فورا لطبيب نفسي فهذا مرض شهير معروف بالبارانويا وهو جنون العظمة مقرونة بجنون الاضطهاد، وهذا عين حالتنا السياسية (والشعبية) الراهنة؛ حيث نشعر أننا أعظم ناس علي وجه الأرض، ثم إن العالم كله يتآمر علينا ويتحالف ضدنا ولا نسأل أنفسنا ليه؟
ليه بيتأمروا علينا، هل نشكل أي تهديد لأي دولة في العالم؟
هل ننافس أي دولة أو شعب في التفوق العلمي والاختراعات الهائلة أو الصعود للفضاء أو امتلاك الرءوس النووية؟
هل نهدد الصين في قدرتها علي التصدير ونشكل خطرا علي أمريكا في امتلاكها الفيتو؟ هل يرتجف منا نتنياهو وقادة تل أبيب أم يصفوننا بالأصدقاء والحلفاء؟
لماذا تحقد علينا الشعوب العربية؟
هل تحقد علينا لأننا نتمتع بأقوي صحة بدنية في المنطقة فلا عندنا فيروس سي ولا فشل كلوي وكبدي ولا ينتشر فينا السرطان وأمراض السكر والضغط، أو لأننا نشكل أكبر عدد مرضي بالاكتئاب في الوطن العربي مما يستدعي حقد الشعوب العربية علينا لأننا مفرطو الحساسية؟
هل يحقدون علينا لأننا اكتفينا ذاتيا في الزراعة والصناعة مثلا؟
هل يحقدون علينا لأننا صرنا ننافس كوريا الجنوبية في التصنيع وهونج كونج في التجارة والهند في الكمبيوتر وتركيا في الديمقراطية؟
هل يحقدون علينا لأن رئيسنا عندما يزور دولة عربية يخرج ملايين لتحيته والهتاف باسمه ورفع سيارته فوق الأكتاف؟
كلها أسئلة أليس كذلك؛ فهل تملك أنت إجابات عنها؟
أم أنك ستكتفي بأن مصر فوق الجميع!
أما إذا كان مقصودا بأن مصر فوق الجميع أي أن لها الأولوية الأولي في أي حسابات أو أي قرارات تصدر عن حكومتنا فهذا كلام بدهي ينطبق علي مصر كما ينطبق علي أي دولة في الوجود الإنساني، فلا توجد دولة تتخذ موقفا أو قرارا في غير مصلحتها ووفق أولوياتها وإلا تبقي دولة يحكمها مجانين أو عملاء!
أما إذا كان مقصودا أن مصر أهم من مواطنيها فالحقيقة أن لا دولة محترمة تتعامل بأنها أهم من مواطنيها فالوطن هو مواطنوه، وقيمة وكرامة وكبرياء الوطن من كرامة وكبرياء مواطنيه، وأن حق كل مواطن أن يكون رقم «واحد» في أي قرارات خاصة بالدولة ومن الدولة ومع ذلك فإن مصر بلد الكوسة والمحسوبية وحيث يحصل أقل من عشرين في المائة من مواطنيها علي أكثر من ثمانين في المائة من الناتج القومي لها، بلد أنت مش عارف أنا مين وتوريث الحكم والمناصب للأبناء والأصهار وتكويش خمسين عائلة علي ثروة وحكم البلد، دولة هذا حالها لا يمكن أن تخدع نفسها إلي حد أن تتصور أنها فوق الجميع، فالجميع من السيد الرئيس حتي أصغر مسئول في الحزب أو الحكم فوق مصر!

http://www.alameron.com/1088.html

 

هل يستثمر ابن محمد حسنين هيكل أموال حزب الله؟

June 27, 2013

 

هل يستثمر ابن محمد حسنين هيكل أموال حزب الله؟
أحمد محمد حسنين هيكل

المتابعون لحركة أحمد هيكل الاقتصادية يراقبون زياراته المتكررة إلى لبنان، بطائرة خاصة دائماً، يلتقي فيها مسؤولين في حزب الله بعيداً عن الأضواء والاعلام. ولا يعرف متى يأتي ومتى يغادر إلا عدد قليل من مسؤولي الحزب الفارسي في لبنان، أو من خلال قراءة جدول السفر في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، ومستقبليه ومودعيه من الحزب نفسه.

البعض يعتبر ان حزب الله يستثمر جزءاً من أمواله في مشاريع أحمد محمد حسنين هيكل الزراعية في السودان تحديداً، حيث للحزب مكانة خاصة لدى المسؤولين السودانيين، الذين يتلقون دعماً سياسياً ومالياً وإعلامياً من إيران.

وهذا البعض يؤكد ان أحمد محمد حسنين هيكل ربما يحل مكان رجل الأعمال اللبناني الشيعي صلاح عزالدين الذي أفلست مؤسسته المالية التي كانت تشكل حافظة نقود حزب الله، وبلغت خسائره – حسب معلومات البعض 2 مليار دولار – شملت ودائع لفقراء ومتوسطي حال الشيعة وبعض المستثمرين القطريين، فضلاً عن أموال قادة حزب الله السياسيين والأمنيين، في حالة شبيهة بإفلاس شركات الريان المصرية في ثمانينات القرن الماضي.

فهل يستثمر حزب الله بواسطة هيكل جزءاً من أمواله أيضاً في مصر من خلال مشاريع هيكل الزراعية؟ وهل يشكل موقف والده الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل، المتبني للسياسة الإيرانية في الوطن العربي كقائد للكتيبة الاعلامية الإيرانية في مصر غطاء لنشاطات ومشاريع نجله الزراعية – الاقتصادية؟

========

أعلنت “ارابيان بيزنس” قائمة أغنى 50 رجل أعمال عربيا لعام 2010، وقدرت الثروة الإجمالية لأغنى 50 عربيا لعام 2010 نحو 245.4 مليار دولار، فيما سيطر على القائمة نحو 29 شخصية وعائلة سعودية.

وتصدر الأمير الوليد بن طلال القائمة للسنة السابعة على التوالى، حيث زادت ثروته خلال الأشهر الـ12 الماضية بأكثر من 2 مليار دولار، لتبلغ 20.4 مليار دولار مقابل 18 مليار دولار فى العام الماضى.

وضمت القائمة عائلة ساويرس فى المركز 28 بنحو 3.55 مليار دولار، فيما جاء رجل الأعمال شفيق جبر فى المركز 47 بنحو 2.1 مليار دولار، يليه أحمد وحسن محمد حسنين هيكل فى المركز رقم 49 بنحو 1.7 مليار دولار.

وأخذ محمد حسنين هيكل نصيبه من المؤلف.. حيث كتب عنه قائلا: أي زيف أقبح من زيف هيكل عن الانتصارات المزعومة في حرب 5 يونيو في جريدة الأهرام، وعدد الطائرات التي أسقطناها تؤكد كذبه، أي زيف أقبح من أن يزعم هيكل أننا انتصرنا في 5 يونيو لأن اليهود وإن أخذوا سيناء برمالها فقد عجزوا عن إسقاط عبد الناصر، فأنسب مكان لصنع تمثال لعبد الناصر يكون في تل أبيب جزاء ما قدم لليهد من جميل لن ينسوه له.

واستكمل حديثه عن هيكل قائلا: كنت أود لهيكل أن يكتفي بمغالطاته السياسية، ويحلل ويتأول كما يشاء ويبعد عن الخوض في الإسلام، فهو بعيد عن هدي الإسلام وجاهل به، وأنه كان أحد أركان التعتيم الناصري، والمبرر لضرب عبد الناصر للإسلام ولأهله والمفتري على الإخوان المسلمين في محاكماتهم بقضايا ملفقة، كان على هيكل أن يبتعد عن الخوض في الإسلام لأن خطأه سيكتشفه غيورون على إسلامهم ولن يتركوا هيكل يلبس عمامة ليعلم الناس مغالطات باسم الدن بجرأة هيكل على قلب الحقائق.

===========

قال محمد الجمل، عضو حركة “6 إبريل”: “نريد رئيسًا يعبر عن الثورة ولا نريد أحد من أركان نظام مبارك السابق، لافتًا أن ابنه نبيل العربى هى زوجة الملياردير أحمد محمد حسنين هيكل، الشريك الأكبر لـ جمال مبارك فى مجموعة هيرمس للاستثمارات المالية، التى تولت تهريب وإخفاء مليارات مصر المنهوبة، كما أنه شريك رامى مخلوف ابن خال الرئيس السورى بشار الأسد، صاحب المجازر الحالية ضد الشعب السورى الشقيق.
==================

أحمد محمد حسنين هيكل
أحمد محمد حسنين هيكل
أحمد هيكل (و. 1962)، هو رجل أعمال مصري. يقود أحمد هيكل شركة القلعة (سيتادل المالية) للاستشارات المالية من مقرها الرئيسي في العاصمة المصرية القاهرة، وهي شركة متخصصة في قطاع الاستثمار الخاص، وتقوم حالياً بإدارة استثمارات تصل إلى 8.3 مليار دولار في 14 شركة متخصصة في صناعات متعددة أهمها صناعات الإسمنت والزجاج والتعدين والبترول والطاقة والنقل النهري والبنوك الاستثمارية والإعلام والزراعة والصناعات الغذائية. [1] وهو ابن الصحفي محمد حسنين هيكل.
فهرست [إخفاء]
1 الحياة العملية
2 استثماراته
3 هل يستثمر هيكل أموال حزب الله
4 أحمد محمد حسنين هيكل يستولي على 1800 فدان ويشرد 120 ألف أسرة بكفر الشيخ
5 انظر أيضا
6 المصادر
الحياة العملية
قبيل مشاركته في تأسيس القلعة للاستشارات المالية، شغل أحمد هيكل منصب العضو المنتدب للمجموعة المالية هيرميس ، وخلال معظم فترة عمله فيها كان رئيساً للأربع قطاعات المكونة للمجموعة، بما في ذلك قطاع الاستثمار المباشر، وقطاع السمسرة، وقطاع الاستثمار البنكي، وقطاع إدارة الأصول. [2]
وقد كان لهيكل دور كبير في تطوير المجموعة وتنمية حجم أعمالها وقيادة توسعاتها في المنطقة بعد أن انضم إليها وهي مازالت في مرحلة التأسيس.
يستحق أحمد هيكل لقب مهندس الصفقات العملاقة، فخلال الفترة ما بين عامي 1999 و2001، كان هيكل المحرك الرئيسي والقوة الدافعة وراء تطوير أعمال المجموعة المالية «هيرميس» في مجال الاستثمار المباشر، حيث قام بقيادة عدد من الصفقات الكبرى والاستثمارات الناجحة.
استثماراته
لم يختلف محمد حسنين هيكل مع أنور السادات في السياسة فقط، بل اختلف أحمد محمد حسنين هيكل مع جمال أنور السادات في الاقتصاد، وانفصلا عن بعض بعد ان كانا شريكين في هولدنگ كومپاني مالي باسم هيرمس. كان جمال مصمماً على الاستمرار في الاستثمار أو العمل المالي في البورصة والمضاربات المصرفية، لكن أحمد كان يريد الاستثمار في الأرض. ومن هنا كانت البداية. فأبرز الذين شجعوا أحمد محمد حسنين هيكل على الاستثمار في الأرض كانوا مستثمرين قطريين، معظمهم على صلة بحاكم مشيخة قطر الشيخ حمد بن خليفة ورئيس وزرائه. وصلة الوصل بين أحمد هيكل وحكام قطر كان والده الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل الذي عرف طريقه إلى قطر في مسار ملتبس، فلم يعد أحد يعرف ان اطلالة محمد حسنين هيكل عبر قناة ((الجزيرة)) المروجة للصهيونية، هي ثمن الصلة التي عقدها لابنه مع حكام مشيخة قطر، أم ان الخمسة ملايين دولار سنوياً التي يتقاضاها هيكل من هذه الجزيرة ، هو الثمن الإضافي لصفقة أكبر جعلت أحمد يجني الملايين من استثمارات قطر في الخارج. قلنا ان أحمد هيكل اختلف مع جمال السادات لحرصه على الاستثمار في الأرض، والقطريون يريدون ذلك، لذا كانت المحطة الأبرز للاستثمار في الأرض هي السودان، حيث اشتروا مساحات هائلة من الأراضي في بلد تبلغ مساحة أرضه الصالحة للزراعة 200 مليون فدان.
ولن تمر سنوات قليلة حتى تغرق أسواق البلاد العربية بسكر السودان الذي ينتجه أحمد هيكل عبر شركة سيتاديل وهي شركة مساهمة جعلت تركيزها على المسائل الزراعية همها الأول. الشركة نفسها توسعت في مشاريع زراعية أخرى في مصر، حيث تملكوا مزارع دينا الشهيرة على طريق مصر – اسكندرية الصحراوي، لتضم إلى جانب زراعاتها المتنوعة واحدة من أكبر مراكز تربية الأبقار (20 ألف رأس بقر) مع إنتاج الحليب الذي يتم تصنيعه وفق أحدث التقنيات العالمية، واشترى هيكل مصانع عصائر الرشيدي لإنتاج عصير إنجوي، في مسعى حثيث لمنافسة عصائر جهينة الأولى في مجالها.
ولم يتوقف أحمد هيكل عند مجال الاستثمار في الأرض، بل توجه إلى كل ما له علاقة بالنشر أيضاً.. ويقال ان هذا الأمر يتم بتوجيه من والده الكاتب الصحافي حيث اشترى مكتبة الديوان، من مؤسسها زياد أحمد بهاء الدين، وهو عامل على زيادة فروعها في القاهرة وعدد من المدن المصرية. لمنافسة مثيلاتها في هذا المضمار الواسع جداً. وطالما اقترب هيكل من مجال النشر والمكتبات فإن الأولى بالشراء هي مكتبة الشروق التي كان صاحبها ابراهيم المعلم رجل هيكل الأول في النشر، ناشراً كتبه مروجاً لأعماله، وكان نشر مجلة ((وجهات نظر)) الشهرية تدين لمحمد حسنين هيكل بمقاله الشهري فيها ترويجاً لها.
اشترى أحمد محمد حسنين هيكل دار الشروق. وبات مالكاً لجريدة الشروق اليومية المعارضة في مصر والتي تحظى كل فترة بخبطة صحافية مع الأستاذ محمد حسنين هيكل.
مراقبون ماليون يؤكدون ان أحمد هيكل لن يتوقف عن الشراء في معظم الحقول.. لكنه أيضاً لن يتوقف عن البيع، فهو كمعظم رجال الأعمال الكبار يشتري ما يعتبره خاسراً أو رخيص الثمن.. ثم يعمد إلى ضخ المال فيه بزيادة رأسماله، ثم يطرح أسهمه للبيع بعد ان يصبح الرأسمال كبيراً، فيحصد سعراً مرتفعاً اثر البيع، لينتقل إلى سلعة أخرى.. وهكذا.
كان أحمد محمد حسنين هيكل موظف مصرف بسيط. بل لعله كان طفلاً صغيراً عندما قلب أنور السادات الاقتصاد المصري من اقتصاد موجه تتحكم فيه الدولة وتنشىء له مؤسساتها المنظمة.. إلى اقتصاد السوق تحت عنوان ((دعه يعمل دعه يمر)) وهو ما اصطلح على تسميته بالانفتاح الاقتصادي. خرج والده محمد حسنين هيكل على أنور السادات سياسياً، لكن ابنه أحمد دخل لعبة السوق التي سادت في عهد أنور السادات نفسه اقتصادياً فأصبح واحداً من أهم شركات الاستثمار المالي ثم الزراعي في مصر. رغم اختلافه مع ابن أنور السادات.
هل يستثمر هيكل أموال حزب الله
المتابعون لحركة أحمد هيكل الاقتصادية يراقبون زياراته المتكررة إلى لبنان، بطائرة خاصة دائماً، يلتقي فيها مسؤولين في حزب الله بعيداً عن الأضواء والاعلام. ولا يعرف متى يأتي ومتى يغادر إلا عدد قليل من مسؤولي حزب الله، الفارسي الهوى، في لبنان، أو من خلال قراءة جدول السفر في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، ومستقبليه ومودعيه من الحزب نفسه. البعض يعتبر ان حزب الله يستثمر جزءاً من أمواله في مشاريع أحمد محمد حسنين هيكل الزراعية في السودان تحديداً، حيث للحزب مكانة خاصة لدى المسؤولين السودانيين، الذين يتلقون دعماً سياسياً ومالياً وإعلامياً من إيران. وهذا البعض يؤكد ان أحمد محمد حسنين هيكل ربما يحل مكان رجل الأعمال اللبناني الشيعي صلاح عزالدين الذي أفلست مؤسسته المالية التي كانت تشكل حافظة نقود حزب الله، وبلغت خسائره – حسب معلومات البعض 2 مليار دولار – شملت ودائع لفقراء ومتوسطي حال الشيعة وبعض المستثمرين القطريين، فضلاً عن أموال قادة حزب الله السياسيين والأمنيين، في حالة شبيهة بإفلاس شركات الريان المصرية في ثمانينات القرن الماضي. فهل يستثمر حزب الله بواسطة هيكل جزءاً من أمواله أيضاً في مصر من خلال مشاريع هيكل الزراعية؟ وهل يشكل موقف والده الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل، المتبني للسياسة الإيرانية في الوطن العربي كقائد للكتيبة الاعلامية الإيرانية في مصر غطاء لنشاطات ومشاريع نجله الزراعية – الاقتصادية؟
أحمد محمد حسنين هيكل يستولي على 1800 فدان ويشرد 120 ألف أسرة بكفر الشيخ
بعث العشرات من أهالي كفر الشيخ بشكوى ضد نجل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء و الحزب الوطني”، بعد أن حملوه المسئولية عن تشريد 120 ألف أسرة، بعد حصوله بـ “الأمر المباشر” على 1800 فدان كانوا يقومون باستئجارها. وجاء في الشكوى التي اطلعت “المصريون” عليها، أن أحد المساهمين الكبار في مزارع دينا حصل من وزير الزراعة أمين أباظة على قطع أرض بـ “الأمر المباشر” في قرى “روينة – النطاف– عزبة ترك– عزبة قومسيون– الجندي– أسعد– الطواحين– الرشاونة”، وذلك من أجل إقامة عدد من المشروعات الاستثمارية، دون مراعاة حياة الفلاحين وظروفهم المعيشية، مؤكدين أن هذا الأمر تسبب في تشريد 120 ألف أسرة يأكلون من هذه الأرض ويطعمون أولادهم منها. وأضاف المزارعون في شكواهم أن رجل الأعمال حسين العجيزي أناب أحمد هيكل للتوقيع على عقد الأرض مع وزير الزراعة، الذي قالوا إنه لم يستمع لتوسلات الفلاحين وبكاء أطفالهم، وأعطاه 1800 فدان لمدة عام حارما الفلاحين الذين كانوا يزرعونها أرزا وقمحا ومحاصيل شتوية وصيفية. وأوضحوا أن الأرض التي نزعتها منهم وزارة الزراعة لصالح هيكل الصغير يزرعونها بالإيجار منذ أيام أجدادهم، ويقومون بسداد الإيجار للوزارة بانتظام ومنهم من كان يستأجر الأرض حتى 30 سبتمبر الماضي ودفع 112.500 تأمينا، ما يعادل 10% من قيمة الإيجار لمدة عام. وأشاروا إلى أن بينهم حوالي 15 فردا استأجروا 140 فدانا ودفعوا التأمين الموجود حتى هذه اللحظة لدى الوزارة، إلا أنهم فوجئوا بالأرض تذهب إلى شركة القلعة للاستثمار الزراعي التي يمتلكها أحمد هيكل. وأكد الشاكون أنهم على استعداد لدفع نفس المبلغ الذي دفعه نجل هيكل لوزارة الزراعة.
انظر أيضا
قائمة أقوى 100 شخصية عربية
سيتادل المالية
المصادر
^ الأسواق العربية
^ اربيان بيزنس
جريدة رؤية الألكترونية
العربية لحظة
تصنيفان: رجال أعمال مصريونمواليد 1962

 

حتى لا تسرق الثورة السورية.. أيها السنة ! كفاكم مهزلة..! د. طه الدليمي

February 25, 2013

حتى لا تسرق الثورة السورية.. أيها السنة ! كفاكم مهزلة..! د. طه الدليمي

 

في كل ثورة ثغرات قاتلة، يدخل منها المتربصون والمتاجرون لسرقتها من أصحابها. وسبب ذلك أن أجواء المعارك أو الثورات هي أجواء اشتعال حماس وانطلاق عواطف وهيجان غرائز تبتعد بالإنسان عن إنسانيته في أكثر الأحيان وتقربه من وحشية لا تليق به. أجواء يتعرض فيها العقل الجمعي إلى خفة تصل به إلى درجة الطيش، فينصب اهتمامه على وجود الحركة دون أن يسأل نفسه عن اتجاه البوصلة.

من هذه الثغرات القاتلة الاهتمام بالنصر على الخصم أكثر من الاهتمام بالحفاظ على النصر وتطويره وتنميته ليصبح مشروعاً للتغيير.

هنا تكون لحظة النصر هي بداية الطريق نحو الهزيمة.

في وسط هذه المعمعة تكون حاجتنا ماسة ومصيرية إلى عقول ستراتيجية النظرة، عبقرية التخطيط. تفكر بهدوء، لا تستفزها اللحظة الحاضرة على حساب الحقبة القادمة، ترقب المعركة من خارجها، وتتفاعل معها من داخلها، تبحث عن أسبابها، وتنظر إلى خط سيرها العام دون أن تغفل عن منحنياتها وتقاطعاتها الآنية، وتستشرف مآلاتها، وتضع البرامج الكفيلة بالحفاظ على ثمارها في سلة القائمين بها.

هوية المعركة

ثمت درس نستفيد منه في هذا المقام. درس قاسٍ لا يصح أن يدفع ثمنه قوم في مكان آخر ليتعلموا درساً ما كان لهم أن يدفعوا ثمنه مرة أُخرى. ذلك ما حصل لسنة العراق الذين وقع على كاهلهم حمل تحرير البلد من الأمريكان، حتى إذا تم لهم ذلك وجدوا أنفسهم غرباء في بلدهم الذي تولى مقاليده غيرهم!

سببان أديا بثمار المعركة إلى أن تسقط تلقائياً في غير سلة أهلها. فالسنة العرب سددوا الثمن، والشيعة حصدوا الثمر. أما السبب الأول فطغيان الثقافة الوطنية على الشخصية الجمعية العراقية، تلك الثقافة التي لا تصلح أساساً للسلم الاجتماعي والتعايش في بلد مثل العراق. لقد قاتل السنة باسم الوطن، وخاضوا العمل السياسي والفكري وحتى الديني بالاسم نفسه، وهكذا بقية الأثمان هدروها على مذبح الوطن الذي لا وجود له خارج نطاق الأرض التي رسمت خريطته. في الوقت نفسه عمل الشيعة باسم الشيعة حتى إذا تمكنوا وتأكدوا من أن الحصة كلها لهم رفعوا شعار الوطن. أما الكرد فكانت لهم سلتهم المسماة باسمهم يلقون فيها ثمار جهودهم.

لو عمل السنة العرب باسم السنة، وخاضوا معركتهم في شتى مجالاتها تحت هذا الاسم الشريف، لأعادوا العراق كله تحت سيطرتهم، ولما انسحب المحتل دون أن يقعد معهم هم لا غيرهم على طاولة المفاوضات، بعد أن هزموه هم لا غيرهم في ميدان المعارك. بينما الذي حدث هو أننا الذين هزمناهم والشيعة هم الذين وقعوا عقد الانسحاب معهم!

مهزلة!

قيادات النهضة لا قيادات الأزمة

انصب اهتمام السنة على إخراج المحتل الصليبي، وكان مشروعهم لمسك الأرض بعده خاوياً منذ البداية. للسبب نفسه، الثقافة الوطنية، كانت القيادات تعاني من عطب غير قابل للإصلاح. وكانوا في حاجة إلى أن يفتحوا أعينهم على العدم حتى يفيقوا، ولكن بعد فوات كثير من الأوان وحرق جهود في غير محلها! كانت القيادات قيادات أزمة، أحسن بعضهم خوضها مع ضياع البوصلة، حتى إذا خرج المحتل لم نجد غير هذه القيادات التي لا تجيد التخطيط لتحقيق الهدف البعيد.

وكان المطلوب هو إعداد قيادات نهضة تعمل لما بعد المحتل لا لما قبله فقط. هذا هو السبب الثاني لضياع الثمار.

لو كان العمل بهوية سنية، بإدارة قيادات نهضة لا قيادات أزمة، لصنعنا من ذلك سلة كبيرة تحوي كل الجهود المبذولة.

الحلقات المفقودة في الثورات

هل لاحظتم الحلقات المفقودة في ثورات (الربيع العربي)؟

فقدان عنصر الوصل بين المحرك القابع داخل النت، والجمهور المتحرك خارج البيت.
قيادات الشارع كانت قيادة أزمة تقود جمهوراً آنياً جمعته اللحظة، لا شكل له ولا توصيف يمكن على أساسه جمعه ثانية تحت سيطرة وتوجيه القيادات نفسها.
الاجتماع على إسقاط الحاكم، وهو هدف آني لا ستراتيجي. أي فقدان الهدف الستراتيجي.

وعند اقتسام الغنائم كانت الحصة الأكبر من نصيب الجهة ذات المنظومة القيادية، التي تمتلك جمهوراً منظماً يأتمر بأوامرها وتوجيهاتها، بصرف النظر عن قربها وبعدها عن إرادة الثائرين، وكونها البادئة بالثورة أم انتظرت حتى حين. هكذا فازت حركة النهضة في تونس، وجماعة الإخوان المسلمين في مصر.

هذا مع وجود المؤثر الخارجي الذي له دوره في توجيه بوصلة الأحداث لصالحه، سيما في غيبة التنظيم المسبق في القطر الثائر، كما في ليبيا (فاز اللبراليون لا الثائرون). وسر قوة هذا المؤثر في تنظيمه ومنظومته العالمية التي يتحرك في فضائها.

الفوز في نهاية المطاف للجهة المنظمة ذات المنظومة القيادية والجمهور المنظم. وما عدا ذلك ففاعلو خير، شكراً لهم إذا تنحوا بعد انتهاء الحفل، وتعساً ونكراً متى ما تجاوزوا قدرهم وطالبوا بحصتهم لا سمح الله! وأول من ينقلب عليهم جمهورهم الثائر الذي لا يعرف النظام ولا آداب السمع والطاعة، بعد أن يكون قد فقد الهدف الآني الذي اجتمع عليه، وسينقلب هذا الجمهور على نفسه ويختلف مع بعضه ويتفرق ويتمزق لاعقاً جراحه ناقماً على نفسه وعلى من (ورطه)!

ماذا ينتظر الثورة السورية بعد سقوط النظام

أول تحدٍّ سيواجهه القادة المخلصون بعد سقوط النظام هو فقدانهم الجمهور الذي كانت تعج به الميادين. وهذه خسارة لن تعوضها المؤتمرات، ولا التحجج بالتضحيات، ولا مواعظ المشيخات.
المنظومة الدولية المتربصة.
قادة الفنادق الفاخرة، والعمالة المستَأجرة.
الأحزاب العلمانية ودعاة الوطنية المتباكين على وحدة تراب الوطن ونسيجه الاجتماعي.
الإسلامويون الذين تحولت أحزابهم إلى أصنام تعبد من دون الله تعالى، فإما هم أو الطوفان! وبعضهم تحول إلى مطايا لإيران باسم (الوحدة الإسلامية).
ستظهر أسماء لأحزاب لم يسمع بها من قبل، أكثرها كائنات حبرية لا رصيد لها في الواقع؛ في سبيل سلب أكبر جزء من الكعكة لغير صالح الشعب الثائر (وهم أهل السنة). وذلك على أساس أن لكل حزب حصة، وللثوار كلهم حصة واحدة حالهم حال بقية أصحاب الحصص. وفي ظل (الديمقراطية العربية) يكون التقسيم على أساس العدد الحاضر لا على أساس العدد الباذل. والعدد هو عدد الأحزاب دون النظر إلى حجم الجمهور التابع لكل حزب.
هكذا سينظر إلى حصة الأقليات! وهذه مشكلة كبيرة سيواجهها قادة الثورة الحقيقيون، وتثيرها المنظومة الدولية وعلى رأسها أمريكا وروسيا والاتحاد الأوربي وإيران. الذين سيتباكون على مظلومية هذه الأقليات وحقوقهم المضاعة. وفي حومة هذا الضجيج يتم سرقة حقوق الأغلبية السنية، وكأنها هي الظالمة المعتدية، وليست المظلومة المهمشة على مدى عشرات السنين من قِبل تلك الأقليات المتغولة. وهي التي ثارت ودفعت الثمن.

الهوية السنية والقيادة النهضوية

كل هذه التحديات نواجهها بشيئين اثنين يمثلان المفتاح الرئيس (masterkey) لكل مغاليق الخير بإذن الله تعالى، هما:

1.إعلان الهوية السنية للمعركة. واعتبار كل من قاتل وناضل تحت هذا العنوان فهو معنا، داخلاً ضمن حسابات قوتنا، دون النظر إلى مشربه ومدى التزامه الديني. ومن رفض الاتشاح بهذا الشرف وإن كان من (الإسلاميين) فليس معنا. على أن تكون القيادة العليا لأهل الالتزام والمشهود لهم بالخيرية.
2.إعداد قيادات نهضة على منهج سني وبرنامج عملي تحت راية سنية، من كل شرائح المجتمع المدنية والعسكرية، تبلغ عتبة الكفاية لقيادة الجمهور.

قال لي أحد قيادات الثورة السورية: إذا أعلنا الهوية السنية فسيحاربنا المجتمع الدولي. قلت له: ما تخسرونه بفقدانكم التأييد الرباني بالتخلي عن الراية الدينية، وتفرق الجمهور الثائر عنكم أكبر بكثير مما تفقدونه من الدعم الدولي، بل لا مقارنة بين الخسارتين.

لسنا كناسي قمامة ولا شغالين برسم الخدمة

بهذا نكون قد تجهزنا جيداً لمرحلة ما بعد بشار وسقوط النظام، واحتفظنا بأوراقنا دون حرقها جميعاً في مرحلة ما قبل سقوطه. وإلا فأنا أسأل: إلى متى نحن نصنع الأحداث وغيرنا يتاجر بها؟ وإلى متى نحن نكنس قذارات الاحتلال ومخلفات سوءات الظلمة وغيرنا يقيم سرادق الاحتفالات في شوارعنا التي كنسناها بدموعنا ودمائنا؟ وإلى متى لسنا نذكر إلا وقت الخدمة حتى إذا مدت الموائد لم نظفر بغير عظمة؟

أيعقل أننا لا نجيد إلا بناء المساجد، وتقديم الإغاثات في النوازل، وغيرنا يقود ويحكم؟!

أيها السنة! أيتها الأمة!

كفاكم مهزلة.

المصدر/ القادسية

معالم الاشتراكية العربية ميشيل عفلق

February 25, 2013

ميشيل عفلق
في سبيل البعث – الجزء الأول

معالم الاشتراكية العربية

 

اذا اردنا ان نعرف اشتراكيتنا تعريفا يميزها عن الاشتراكية الغربية، لا بل لنا من ان نلقي نظرة على نشأة الاشتراكية في اوروبا وعلى الشروط الفكرية والروحية والاقتصادية التي ادت الى ظهورها، ثم ننتقل بعد ذلك الى الكلام عن مجتمعنا العربي فنميز وضعه وشرطه وننظر فيما اذا كان الحل الذي يصلح للامم الغربية يمكن ان يكون صالحا لنا ايضا، لان اشتراكية البلاد العربية يجب ان تلبي الحاجات العربية وتراعي جميع الشروط والظروف المحيطة بالأمة العربية في مرحلتها الحاضرة.

ظهور الاشتراكية الغربية- ظهرت الاشتراكية في الغرب كحركة منظمة على اثر ظهور الصناعة الكبرى. والصناعة الكبرى وليدة الاختراعات الحديثة، بصورة خاصة اختراع الآلة، فنتج عن ذلك ان نشأت المصانع الكبيرة واجتذبت اليها العدد الغفير من العمال، وتوسعت المدن وتشكلت هذه الجماهير من العمال التي تميز العصر الحديث في الغرب خاصة وفي العالم بصورة عامة. فقد كان لا بد لهذه الصناعة الكبرى من أيد عاملة كثيرة، فترك الفلاحون قراهم وزراعتهم، وهاجر صغار الصناع واصحاب الحرف الصغيرة المستقلة صناعتهم وحرفهم اضطرارا نتيجة للمزاحمة القاسية التي فرضتها عليهم الصناعة الكبرى ذات رؤوس الاموال الضخمة المكتلة، واضطروا الى ان يشتغلوا كعمال مأجورين، بعد ان كان للفلاح أرضه وأسرته ووسطه الاجتماعي وتقاليده الروحية، وبعد ان كان للصانع الصغير المستقل حريته ولذته في العمل.

لقد اصبح جميع هؤلاء بمثابة آلات بشرية تخضع لمقتضيات الصناعة الكبرى الضخمة، وكان عليهم ان يهجروا حياتهم الماضية ويرضوا بهذا المصير البائس، فنشأت في المدن جماهير تميزت بفقدان الأواصر الاجتماعية، واتصفت بالنقمة واليأس، ثم دخلها المهاجرون المشردون من شتى الآفاق والبلدان، فلم يكن يجمع بين هذا العدد الكبير من العمال أي رابط كرابط الجنس والتاريخ والبيئة الاجتماعية، والصلة الوحيدة التي كانت تضمهم هي شيء سلبي الا وهو اليأس والنقمة.

من وحي هذا الوسط السلبي ظهرت النظريات الاشتراكية فانطبعت بطابعه وأفصحت عن حاجاته، فكانت النظريات الاشتراكية نظريات أممية لا تعترف بالوطن، منفصلة عن كل رابطة تاريخية او اجتماعية، متمردة على الدين السائد والاخلاق المعروفة، وبالجملة كانت ثورية الى ابعد حد، وكانت على حق في اتخاذها هذا الشكل، وفي اتجاهها في هذا السبيل.

ومنذ أوائل القرن الماضي بدأت البلاد الغربية والدول الكبرى مرحلة توسع وتخمة بعد ان استكملت شروطها القومية، وكانت الغاية من هذا التوسع في العالم هي ايجاد مصرف لنشاطها العسكري والاقتصادي. وكانت الطبقات الرأسمالية المتمولة هي المسيطرة على الدولة، والحكومة ليست الا ممثلة او مندوبة من قبل هذه الطبقة فنتج عن ذلك افتراق تام بين طبقتين من المجتمع، الطبقة المتمولة المستثمرة، والطبقة الفقيرة المستثمَرة، وأدت نقمة هذه الطبقة الاخيرة على المتمولين واصحاب الصناعات الكبرى الى النقمة على الأمة كلها وعلى الوطن، فاصطبغت الاشتراكية هناك بالصبغة الاممية المعادية للفكرة القومية. وقد خاطب ماركس عمال العالم وهو يقصد عمال اوروبا بصورة خاصة فقال: ليس للعامل وطن، يا عمال العالم اتحدوا.

فالاشتراكية قد توجهت اذن نحو بيئة ونوع من البشر فقد روابطه بالوطن فعلا، وقضت عليه الأزمة الاقتصادية والتنافس الرأسمالي القاسي بان يكون مبتورا عن مجتمعه قد قطعت جذوره من أرضه وقوميته، فلم تبق له الا تلك الصفة الحيوانية التي تقتصر علي الغذاء فقط، لم يعد العامل غير مخلوق لا يهتم الا بما يغذي جسمه وينقذه من الجوع.

اما المؤسسات الفكرية والروحية في الامم الغربية فقد وقفت على الغالب في صف الرأسمالية المستثمرة. فالدين انحاز الى الحكومات الرأسمالية واخذ يحميها بنفوذه ويدافع عنها، والفكر بصورة عامة انحاز الى الطبقة المحافظة، اي ان الكتاب وممثلي الفكر اخذوا يدافعون عن الوضع الراهن والماضي ويطلبون المحافظة عليه والدفاع عنه، فادى هذا الى حدوث تلك الموجة الطاغية من الثورة والتطرف اللذين حملت الاشتراكية لواءهما.

والخلاصة، ان الاشتراكية في الغرب كانت مضطرة الى ان تقف ليس ضد الرأسمالية فحسب، بل ضد القومية ايضا التي حمت الرأسمالية، وضد الدين الذي دافع عنها، وضد كل فكرة تدعو الى المحافظة وتقديس الماضي، كل ذلك لان الرأسمالية قد استغلته للدفاع عن مصالحها، فكان ضد مصلحة الحركة الاشتراكية.

العرب والمجتمع المغربي- لنعد الآن الى المجتمع العربي ولننظر الى شروطه الحاضرة، الى مميزات المرحلة التي يجتازها العرب. اننا نرى اولا ان البلاد العربية لا تشبه في شيء حالة الامم الغربية في مطلع القرن التاسع عشر فهي -اي الامم الغربية- قد انهت دور تشكيلها واستكملت شروطها ودخلت في دور جديد هو التوسع، في حين ان الأمة العربية لا تزال الى حد كبير فاقدة لحريتها وسيادتها وهي علاوة على ذلك فاقدة لوحدتها القومية، تشكو من تجزئة اقطارها.

والبلاد العربية من جهة ثانية ليست في حالة الامم الغربية من حيث المحافظة الروحية او الفكرية او الاجتماعية لان الأمة العربية تشعر وتدرك تمام الادراك ان حياتها تتوقف على نبذ القديم والدخول في مرحلة تجدد قوي حاسم، وتعرف ان ليس في حياتها الحاضرة شيء حسن يستحق ان تحافظ عليه، بعكس الامم الغربية التي كان تاريخها تاريخا صاعدا يتكامل، لذلك فهي مطبوعة بطابع المحافظة، كما ان الأمة العربية ليست امة طامعة الى الاستعمار والتوسع حتى تكون في صف معاكس للاشتراكية. فوضع الأمة العربية السياسي والروحي والحقوقي هو وضع انساني، يتوافق كل التوافق مع سير قوميتنا في اتجاه الانسانية لان الحقوق التي نطالب بها وندافع عنها هي عين الحقوق الانسانية. وكذلك فانه ليس من مبرر لاصطباغ اشتراكيتنا بالصبغة المادية، فالروح في الغرب قد وصمت وصمة كبيرة لانها وقفت الى جانب الاستغلال والظلم والرجعية والى جانب شهوة التوسع والاستعمار، فكان لابد للاشتراكية وهي الحركة التحررية من ان ترفع لواء المادة في وجه تلك الروح المحافظة الرجعية، كما كان لا بد لها أيضا حتى تستطيع الصمود واقتحام تلك الصعوبات التي تقف في وجهها فتجابه ذلك الخصم العنيد الا وهو المال وكل المؤسسات التي تدافع عنه، من ان تظهر بمظهر الدين الجديد، فجعلت من المادة فلسفة عامة للكون ونظرة للحياة. اما نحن فليس هناك ما يوجب علينا ان نتبنى الفلسفة المادية حتى نكون اشتراكيين لان الروح بالنسبة الينا هي الأمل الكبير والمحرك العميق لنهضتنا، وهي التي تتجاوب اعمق التجاوب مع أمانينا في الحرية والتجدد والعدل والمساواة. انها روح سليمة غير مشوبة بالظلم كما في الغرب. والاشتراكية بالنسبة الينا فرع ونتيجة لحالتنا القومية ولضرورات قوميتنا، فلا يمكن ان تكون الفلسفة الاولى والنظرة الموجهة لكل الحياة، انها فرع خاضع للأصل الذي هو الفكرة القومية.

اشتراكيتنا ايجابية- ان نظرة نلقيها على الصورة التي رسمناها للمجتمع الغربي الذي نشأت فيه الاشتراكية يمكن ان تنبئنا بالفروق التي تميز حياتنا ومرحلتنا عن ذلك المجتمع. فنحن امة تتأهب لاستقبال حياة جديدة، وتناضل لاستكمال حريتها ووحدتها، فالدافع الذي يحدو بها هو الامل في المستقبل والشعور بروابط الماضي والتاريخ ووحدة المجتمع، فليس لدينا ذلك الوسط السلبي الذي يخاطبه ماركس والذي لا يعرف له اصل او روح. لذلك فان حركتنا ايجابية بعكس الاشتراكية الغربية المطبوعة بطابع السلبية، ويمكننا ان نقرر بان القومية العربية مرادفة للاشتراكية في وقتنا الحاضر، فلا تناقض ولا تضاد ولا حرب بين القوميين والاشتراكيين. فالقومي العربي يدرك ان الاشتراكية هي أنجع وسيلة لنهوض قوميته وأمته، لأنه يعلم بان نضال العرب في الوقت الحاضر لا يقوم الا على مجموع العرب، ولا يمكنهم ان يشتركوا في هذا النضال اذا كانوا مستثمَرين منقسمين سادة وعبيدا. فضرورات النضال القومي توجب النظرة الاشتراكية، اي ان نؤمن ان العرب لا يمكن ان ينهضوا الا اذا شعروا وآمنوا بان هذه القومية ستضمن العدالة والمساواة والعيش الكريم للجميع. القوميون العرب هم الاشتراكيون، فهذا النضال الذي تقومون به ضد الطبقة المستغلة التي فشلت في نضالها، وشوهت النضال وانحرفت به عن طريقه واستغلته اي استغلال، ان هذا النضال الذي يقوم به الجيل الجديد هو في الوقت نفسه نضال في سبيل تحقيق الاشتراكية، لان القضاء على الطبقة المستغلة للقضية القومية، هو ايضا قضاء على الاستغلال الطبقي الاجتماعي، اي تحقيق للاشتراكية.

مشكلتنا هي القضية القومية- لكل أمة في مرحله معينة من مراحل حياتها محرك اساسي يهز اعماقها ويفجر فيها ينابيع النشاط والحيوية والحماسة ويتفتح له قلبها وهو بمثابة نقطة يتركز فيها انتباه الأمة، وتكون مفصحة عن اعماق حاجاتها في مرحلة ما.

فاذا نظرنا الى العرب في الماضي وجدنا ان هذا المحرك الاساسي كان في وقت ما عند ظهور الاسلام هو الدين. فقد قدر وحده على استثارة كوامن القوى في النفس العربية واستطاع ان يحقق الوحدة والتضامن وان يلهب النفوس ويفتح القرائح وان يحقق بالتالي تلك النهضة. في ذلك الوقت، دعي العرب الى الايمان بإله واحد، فقادهم ذلك الايمان الى تحقيق الانقلاب الاجتماعي الاقتصادي الذي كانوا بحاجة اليه. فالاصلاح الاجتماعي كان فرعا ونتيجة للايمان العميق بالدين. اما اليوم فان المحرك الاساسي للعرب في هذه المرحلة من حياتهم هو القومية، التي هي كلمة السر التي تستطيع وحدها ان تحرك اوتار قلوبهم وتنفذ الى اعماق نفوسهم وتتجاوب مع حاجاتهم الحقيقية الاصيلة. فهم مكلومون في حريتهم وسيادتهم ووحدتهم لذلك لا يمكنهم ان يفهموا لغة غير لغة القومية.

وكما استجابوا في الماضي لنداء الدين فاستطاعوا ان يحققوا الاصلاح الاجتماعي فانهم يستطيعون اليوم تحقيق العدالة الاجتماعية و المساواة بين المواطنين وضمان الحرية بين العرب جميعا، نتيجة للايمان القومي وحده.

فالفرق بيننا وبين الغرب هو ان الامم الغربية، والكبيرة منها بصورة خاصة، انها امم ذات قوميات قائمة مستكملة الشروط، فليست القومية هي المحرك الاساسي بل الاقتصاد لان المشكلة الاجتماعية تحتل المكانة الاولى في حياتها. فهم لا يختلفون على استقلال البلاد وحريتها ووحدتها، لانها مستقلة موحدة، بل على تعريف المواطن وحقوق المواطنين، وهم لا يتنازعون على تاريخ الأمة وماضيها ومستقبلها، وانما على توزيع الثروة.

انهم يختلفون على حق كل مواطن في ان يستمتع بالشروط المادية اللازمة، لتحقيق مواهبه وضمان كرامته في الحياة. ونحن بالرغم من ان المسالة الاجتماعية والاقتصادية لها خطورة كبيرة في حياتنا فهي المشكلة الاولى غير انها تابعة لمشكلة اهم واعمق هي المشكلة القومية. ولا نستطيع ان نضمن للمشكلة الاقتصادية حلا الا اذا اعتبرت فرعا ونتيجة لازمة للمشكلة القومية.

اذا القينا نظره اخيرة على وضع الأمة العربية اليوم نشاهد ان الفكر العربي اخذ يستفيق من نومه الطويل ويتأهب لخلع القيود ولانطلاق والابداع ويظهر استعداده لاسترداد حريته وحيويته الماضية، غير ان النظريات الاشتراكية الغربية تهدده بان تخنق يقظته في مهدها لانها مركبة تركيبا مصطنعا، وهي لا يمكن ان تحدث في الغرب الاضرار نفسها التي يمكن ان تحدثها في بلادنا، لان الفكر الغربي نشيط قوي ذو تراث حي متصل.. ومهما كانت النظريات الاجتماعية والسياسية مصطنعه فانها لا تستطيع القضاء على حرية الفكر الغربي وعلى نزاهته وعلى القواعد الاساسية التي يقوم عليها، في حين انه لم يمضي زمن طويل على تحررنا من العقلية السحرية والاوهام والخرافات، بل اننا لا نزال خاضعين لها الى حد ما. فكيف يكون مصير الفكر العربي اذا احتوته نظرية مصطنعة تفسر الكون والحياة وكل مظهر من مظاهر النشاط الانساني، وفي هذا التفسير ما فيه من تعسف وتعصب.

فالفرد العربي اليوم يحاول بعد خضوع مئات السنين للمجتمع ولقيوده البالية ان يسترد حقوقه شيئا فشيئا، والمجتمع الصحيح لا يقوم الا على الافراد الاحرار، فحرية الفرد شرط اساسي لتحريك المجتمع ولإنقاذه من الجمود، لانها هي التي تسمح بظهور العباقرة والمصلحين. اما الاشتراكية الغربية، فلا تعترف لهذا الفرد الذي نعلق عليه نحن الآمال الكبار، بأي حق او بأية حرية. فكيف يمكننا نحن الذين لم نكد نخرج بعد من جمود المجتمع القديم، ولم نكد نتحرر من سيطرة طغيان المجتمع ان ندخل ثانية في أسر مجتمع ليس للفرد فيه مكان غير مكان الآلة او مكان خلية سجينة في نظام ضيق محكم.

اما الخطر الثالث فهو على الروح العربية. فهي آخذة بالاستيقاظ، تحن الى البطولات الماضية وتتشوق الى بطولات جديدة، والتفكير المادي كما هو سائد في الغرب يهدد هذه الروح بالعقم والجفاف والنضوب.

اشتراكيتنا قومية- عندما نقول اننا نحتاج الى اشتراكية عربية، نقصد فقط ان تراعي الشروط الخاصة بنا كعرب في هذه المرحلة من الحياة. ونحن لا نختلف على مبدأ الاشتراكية وانما على اسلوبها، وعلى الموضع الذي يجب ان تحتله من حياتنا، فلا نقبل ان تكون قوميتنا مرحلة عارضة طارئة من مراحل التطور الاقتصادي كما تدعي الاشتراكية الغربية بل ان على الاشتراكية ان تتلاءم مع امتنا ومع نضالها القومي فلا تكون أداة للتآمر على الوطن، وعامل تفرقة او ستارا لحركات شعوبية.

نريد من الاشتراكية ان تخدم قضيتنا القومية، فعليها ان تزيدنا جرأة في الإقدام على حرية التفكير وعلى المناداة بحرية الفرد والدعوة إلى خصب الروح وغناها، لا ان تقضي على حريتنا الوليدة في مهدها.

دعوتنا الروحية دعوة واقعية- يجب ان لا يفهم من الدعوة الى الروح اننا ندعو الى المحافظة على الاوضاع الفاسدة، او اننا نتوهم ان الاصلاح الاجتماعي يمكن ان يتم بسهولة وذلك بمجرد توفر الرغبة وحسن النية، وان يظن اننا ننبذ التفكير الواقعي ونهمل ضرورات العلم ومقتضيات التفكير العلمي.

اننا بعيدون عن مثل هذه الاوهام، لأننا نؤمن بان واجبنا هو ان نكون واقعيين في تفكيرنا كما لو كنا ماديين، لان العودة بالمجتمع الى الوضع السوي المنشود لا تكون بالوهم، والسحر، والغموض، وانما بمشاهدة الواقع والتحقق من أمراضه ومداواتها مداواة حقيقية. فالطبقة المستغِلة المستثمِرة لن تتنازل عن ثروتها ومصالحها بمجرد ان ندعوها الى ذلك باسم القومية او باسم الروح والتقدمية، فلا بد من النضال والتكتل السياسي والتفكير الجدي. ان القومية في الغرب أصبحت وسيلة لاستثمار الشعب واستعباده وأداة للتعدي على الشعوب الاخرى والدين وقف الى جانب المستثمرين يدافع عنهم، والفكر اخذ يدعو الى المحافظة ومحاربة التجدد، لذلك فقدت الدعوة الروحية كل قيمة لها، وظهرت الدعوة المادية بمثابة المنقذ والمخلص. فالروح إذا آل أمرها الى ان تعجز عن معالجة الواقع، وصارت شعارا للجمود والنفعية والجهل، عندها تكون الدعوة الى المادة هي الدعوة الحقة.

فنحن مهددون بان تحل المادة محل الروح وان يحتل الإلحاد مكان الإيمان والانفلات والتطرف محل الاخلاق، اذا لم يع الشباب مسؤوليته الخطيرة وهي في ان يعطي هذه المفاهيم الروحية والقيم السامية معناها الحقيقي حتى تعود الروح فتسيطر مرة ثانية على الواقع وتفهمه وتستجيب لضروراته. فاذا ارجع الشباب الى هذه القيم الروحية معانيها الاصيلة الحقيقية أنقذ أمته من أخطار العقلية المادية التي تهددنا في اخلاقنا وحيويتنا وحرية فكرنا وافرادنا، كما تهددنا في قضيتنا القومية.

عام 1946

 

 

قضية الدين في البعث العربي ميشيل عفلق

February 25, 2013

ميشيل عفلق
في سبيل البعث – الجزء الأول

قضية الدين في البعث العربي

ان أول ما أريد ان أنبه اليه هو ان ثقافة الاعضاء والشباب القومي بصورة عامة لا يجوز ان تبقى ثقافة منفعلة(1)، كأن ينظر الى قضية الأمة العربية على أنها تحتوي مشاكل نظرية وعناوين لمشاكل يمكن ان تحل بجواب يعطى من شخص او من صحيفة أو مجلة كتلك الاسئلة التي توجه عادة الى المجلات والاذاعات، فذلك لا يكون ثقافة… وهذا هو النوع الرائج في وسطنا، ويكتفي به عامة الناس والذين لا يعتبرون القضية قضية جدية تتعلق بمصيرهم بل تتحول في الواقع بالنسبة اليهم الى كلام وتسلية بالكلام والنقاش لتمضية الوقت والاكتفاء بمفاهيم رائجة سطحية جدا وخاطئة من أساسها، والدوران في نطاق هذه المفاهيم العامية السطحية واحتدام الجدل بين وجهات نظر وآراء ليست هي في الواقع لا وجهات نظر ولا آراء. إن الذي يهمنا نحن بالدرجة الأولى هو تكوين الجيل العربي الجديد الذي تلقى عليه مهمة الإنقلاب العربي وإيصال القضية القومية الى الظفر والنجاح، يهمنا أن يكوّن هذا الجيل لنفسه ثقافة حقيقية متميزة تميزاً واضحاً عن العامية المسيطرة على مجتمعنا.

 

وباختصار: كيف يجب أن نفهم الثقافة؟ هي أولاً مشاركة في الجهد وليست انفعالا وتكيفاً، أي أن الذين عليهم أن يتثقفوا يتوجب عليهم ان يتعبوا وأن يتقاسموا الجهد مع مثقفيهم وان يمشوا بأنفسهم خطوات جديدة في طريق المعرفة والتثقف اذ لا يجدي قضيتنا شيئاً ان نجمع شباباً لا يعملون أكثر من حفظ بعض الشعارات والكليشهات والاجوبة العامة الموجزة التي يمكن أن تفهم على أي شكل أي ان لا تفهم مطلقا. على الشعب العربي ان يفهم ان الثقافة هي نوع من أنوع النضال، النضال مع النفس، النضال مع الفكر لكي يتعب في تحصيل المعرفة ولكي يجرؤ على تبديل الأسس السطحية في التفكير الشائع التي هي في داخله لكونه ابن وسطه، لكي يعيد النظر في كل الامور الأساسية حتى يصل الى النظرة الجديدة، النظرة الإنقلابية التي أوجدها الحزب في المجتمع العربي الجديد، والتي لا يعني وجودها بأن جميع المنضوين تحت لواء الحزب او المناصرين لاتجاهه قد فهموها وحققوها في أنفسهم وعاشوها بعمق. فكل شيء يمكن ان يستعار وان يقلد الا الفكر: على كل شخص، على كل فرد ان يملكه شخصيا، اي ان يمشي هذا الطريق من أوله بنفسه وبجهده الخاص حتى يصح أن يعتبر هذا الشخص انقلابيا وان تكون نظرته أصيلة نابعة من نفسه لا مجرد تقليد واستعارة.

 

من المهم جدا أن نعود دوما الى أنفسنا بالنقد الذاتي حذرا وحيطة لكي نهدم بعد كل خطوة نخطوها ما يعلق بنا من اصطناع وتزييف وتقليد اذ ليس أسهل من أن يستسلم الإنسان للتقليد والتزييف لأن فيهما الراحة والكسل. فالحركة الصادقة الحية هي التي تبقى في صراع مستمر مع نفسها كما هي في صراع مستمر مع أعدائها ومع الاوضاع والقيم الفاسدة التي عليها ان تحطمها. لذلك رأيت من الواجب ان ابدأ جوابي على الاسئلة بهذا التنبيه لكي تحتاطوا كثيرا لأنفسكم وترفضوا رفضا باتا وجازما أن تكون فكرتكم وان يكون إيمانكم بالحركة شيئاً غير نابع من نفس كل منكم وشيئاً سهلا يحفظ بالذهن ويلوكه اللسان ولكنه عديم الصلة بالحياة.

 

1- السؤال الأول: عن موقف الحزب عندما يصل الى الحكم ويحقق أهدافه او يبدأ في تحقيق الانقلاب العربي، وكيف يكون موقفه من الدين بصورة عامة؟

 

للاجابة على هذا السؤ ال لا بد من ملاحظة أولى وهي ان لا فرق في نظرة حزبنا بين المرحلة التي تسبق وصوله الى الحكم بالشكل الكامل وبين المرحلة الثانية والاخيرة التي هي مرحلة التحقيق الإيجابي، تحقيق الإنقلاب العربي الشامل. فعمل الحزب اذن واحد في المرحلتين ومنطقه واحد ونضاله أيضا واحد. كثيرا ما رددنا خلال نضال الحزب هذه الفكرة بأن حزبنا سيعد أو هو مكلف بأن يعد الانقلاب العربي منذ اليوم الأول الذي ظهر فيه بإعداده أدوات الإنقلاب التي هي نفوس الشباب، اذ لا يمكن التفريق بين الإنقلاب وأدواته. فكما تكون الأدوات يكون الإنقلاب، وقد يكون التعبير غير دقيق، اي ان أعضاء الحزب المناضلين الذين نسميهم أدوات الإنقلاب يطلب من الحزب أن يربيهم في تفكيرهم وفي سلوكهم التربية الإنقلابية الصحيحة حتى يستطيعوا أن يحققوا الانقلاب عندما تتوافر جميع الشروط لهم. للانقلاب شروط على نوعين: شروط ذاتية وشروط موضوعية – شروط ذاتية يجب أن تتحقق في نفوس الإنقلابيين، في نفوس أعضاء الحزب وأنصاره، وشروط موضوعية تتعلق بالظروف الخارجية والظروف الداخلية ونمو المجتمع والثروة وشتى النواحي. فلو أهملنا الشروط الذاتية وتوفرت الشروط الموضوعية فلن يكون ثمة انقلاب لأنه لن يكون ثمة من يؤمن بهذا الانقلاب، ومن يعي أهدافه ومن يتصف بأخلاقه وبالإخلاص له حتى يحققه. لذلك أستطيع أن أعود الى المقدمة عن الثقافة وأقول بأن من أهم عناصر الثقافة التي يجب ان تطلبوها انتم هو النضال نفسه، هو العمل والمشاركة في حمل المسؤوليات والإتصال الحي بالواقع ومواجهة مشاكله وصعوباته والاهتداء بالوعي والإرادة الى ايجاد الحلول المناسبة لها بشكل يقوي التيار الإنقلابي ويوصل الإنقلاب الى أهدافه. هذا عنصر أساسي من عناصر الثقافة الجديدة التي نطلبها للجيل الجديد اذ ان كل ثقافة تنحصر في الذهن والتفكير فقط دون مشاركة فعلية وعملية، ليست ثقافة ناقصة فحسب، بل هي ثقافة مختلة ومنحرفة من أساسها لأن عنصر العمل مفقود فيها.

 

المشكلة الدينية هي بلا شك من أبرز المشاكل في المجتمع العربي الحديث، لذلك لا يعقل أن يتجاهلها حزبنا وان يتهرب من إيجاد الحلول لها. لهذه المشكلة تعبيرات مختلفة، تعبير فكري يتصل بصميم عقيدتنا الإنقلابية وتعبير أخلاقي عملي يتناول تصرفاتنا وردودنا على المشاكل الواقعية التي نواجهها. مهمة الحزب هي أن يضع للعرب في هذه المرحلة الخطيرة صورة كاملة لمشاكل حياتهم والحل لهذه المشاكل، واجبه ان يضع لهم صورة كاملة للحياة الإنسانية. فهل الدين شيء ثانوي مصطنع في حياة الإنسان والامم؟ هل هو شيء عارض ولو أنه دخل حياتهم منذ ألوف السنين؟ وإذا نظرنا اليه على أنه شيء غير أصيل، غير أساسي ولا يلبي حاجة صادقة وعميقة في النفس فهل يمكن أن ينتهي ويزول مع ما وراءه من تاريخ حافل طويل منذ آلاف السنين؟

 

إن الحزب لا يرى هذا بل يرى أن الدين تعبير صادق عن إنسانية الإنسان، وانه يمكن ان يتطور ويتبدل في أشكاله، وان يتقدم او يتأخر ولكنه لا يمكن أن يزول.

 

اذن فالدين في صميم القضية العربية والمواطن العربي الذي نعمل لتكوينه لم نرض له ان يتكون تكوينا ناقصاً أو زائفاً، وأن نكتم عنه جانباً من الحقيقة أو نصف الحقيقة فنعطيه فكرة تخدمه وقتاً من الزمن ثم لا تعود صالحة، عندها نصل الى الشيوعية وفلسفتها، فنحن منذ بدء حركتنا نظرنا الى الشيوعية كشيء خطير وجدي وجدير بأن يعتبر، وبالرغم من كل النواحي الإيجابية الخطيرة التي أتت بها فلسفة ماركس فقد اعتبرناها ناقصة لأنها لم تعبر عن كامل الحقيقة بل أخفت بعض نواحيها، وقد يكون قصدها من وراء ذلك تقوية العمل وتركيز العزم على مجال محدود من الأهداف القريبة لكي يكون مردود العمل أكبر ونزوعه أقوى وأفعل، تاركة للزمن فيما بعد ان يصلح ما أهملته وان يكملها..

 

فالماركسية تقوم على أساس نفي وانكار كل معتقد يتجاوز الطبيعة والمادة والأشياء المحسوسة كما هو معروف، وليس هذا في الماركسية نتيجة عجز عن الفهم، كلا بل له دافع عملي وهو: ما دام الدين قد استخدم خلال التاريخ، وبصورة خاصة خلال التاريخ الحديث حيث تفاقمت الفروق الطبقية والإستغلال الطبقي، ما دام قد استخدم لإبقاء الاستغلال واستمراره ودعمه واستخدم لمنع التحرر البشري وكان في صف التأخر والعبودية والظلم، لذلك رأت الماركسية ان تنسفه نسفا. فالدافع اذن دافع عملي وليس عجزا عن فهم أهمية الدين وحقيقته. ولكننا نحن لا نقر هذا الدافع على ما فيه من واقعية، اذ أنه ينبىء عن ضعف ثقة بالإنسان بأنه لا يتحمل هضم الحقيقة الكاملة. فنحن مع تبنينا للنظرة السلبية الى الدين، اي رغم معرفتنا الطريقة الرجعية التي استخدم الدين بها ليكون داعما للظلم والتأخر والعبودية، نثق رغم ذلك بأن الإنسان يستطيع أن يثور على هذه الكيفية في استخدام الدين، وعلى هذا النوع من التدين الكاذب والمشوه وأن يعطي في نفس الوقت للدين الحقيقي الصادق حقه.

 

ونحن لا نجهل بأن نظرتنا هذه تتطلب هن الجهد والحذر أضعاف ما تتطلبه النظرة الشيوعية التي تخلصت من المشكلة بأن رفضتها تماماً وألقتها جانبا. أما نحن فالمشكلة بالنسبة لنا أعقد بكثير لأننا كما قلنا في مرحلة الإنقلاب، الإنقلاب العميق الجذور في كل الأمور الأساسية التي ترتكز عليها حياة العرب والتي يؤلف الدين جزءاً منها. فلو اكتفينا مثلا بالنظرة السطحية وقلنا ان الدين رغم كل انحرافاته وتردياته والاشكال التي يستغل بها ضد مصلحة الشعب وضد التقدم وحرية الإنسان، هو بهذه الصورة المشوهة وضمن هذا الاطار الرجعي، شيء صادق وأساسي لا يستغنى عنه وانه متأصل بأعماق الإنسان، لذلك فنحن نوافق عليه بهذه الصورة ونتبناه! لو مررنا على الدين هذا المرور السريع لأدّى الأمر بنا الى أن نلتقي مع الرجعية وان نقبل كل أمراضنا الإجتماعية والفكرية والأخلاقية وأن نكون قد بقينا في أرضنا لم نغير في حياة العرب، وهذا تزوير كبير للحقيقة، وقتل بل خنق للإنقلاب قبل ان يولد.

 

فكرتنا إيجابية تنتهي دوماً الى تقرير الحقائق الإيجابية، ولكن يجب أن لا ننسى بأن بين وضعنا الآن وبين هذه الحقائق الإيجابية التي يجب أن نصل اليها عندما يتحقق الإنقلاب العربي، مسافات شاسعة يجب أن يبقى فيها التوتر شديداً بين وضعنا السلبي المريض الذي نعيشه وبين المرامي الأخيرة لفكرتنا، وان تكون لدينا الشجاعة الكافية واليقظة التامة لكي نتبين كل مفاسد أوضاعنا ونحاربها محاربة لا هوادة فيها، وان نشق من خلال هذه المعركة السلبية التي نحارب فيها المفاهيم البالية المشوهة، طريق القيمة الإيجابية التي سنصل اليها آخر الامر. كثيراً ما قيل لنا، خلال السنوات التي مر بها الحزب في نضاله، من جماعات رجعية، متأخرة في عقليتها، استغلالية في سلوكها تمثل المصالح والعقلية والأوضاع التي يتوجب علينا القضاء عليها، كثيراً ما قيل لنا: ما دامت نظرتكم إيجابية وما دمتم تعرفون قيمة الدين فما الفرق بيننا وبينكم؟

 

الفرق كبير جدا، هو الفرق بين النقيضين. نحن نعتبر أن الرجعية الدينية تؤلف مع الرجعية الإجتماعية معسكراً واحداً يدافع عن مصالح واحدة، وانها أكبر خطر يهدد الدين. ان هذه الرجعية التي تحمل لواء الدين في يومنا هذا وتتاجر به وتستغله وتحارب كل تحرر باسمه وتدخله في كل صغيرة وكبيرة لكي تعيق الإنطلاقة الجديدة، هي أكبر خطرعلى الدين، وهي التي تهدم مجتمعنا وتشوهه، فلولم نكن نحن ولو لم تكن حركتنا موجودة لتهدد المجتمع العربي بأن يشوهه الإلحاد، اذ أننا بمقاومتنا الرجعية الدينية بدون اعتدال وبدون مسايرة وبمواقفنا الجريئة المؤمنة منها، ننقذ مجتمعنا العربي من تشويه الإلحاد.

 

ولكن هذا شيء والسلوك والتصرف شيء آخر، او بالأصح يجب علينا أن نعرف كيف نترجم فكرتنا ترجمة عملية وكيف يجب أن يكون تصرفنا العملي مؤدياً الى الغاية المطلوبة: ان جمهور شعبنا ما زال متأخراً وما زال خاضعاً لمؤثرات رجال الدين من شتى المذاهب والطوائف. فلو اننا ذهبنا الى جمهور الشعب، وليس لنا غنى عنه اذ بدونه لا نستطيع أن نحقق أي تبديل أساسي في الحياة العربية، لو ذهبنا اليه بأفكار فجة وبأساليب غير محكمة وتصرفنا تصرفات هي أقرب الى ردود الفعل والنزق والمرض النفسي منها الى الإيمان بحركة منقذة، فأخذنا نطعن بالدين ونتبجح بالكفر ونتحدى شعور الشعب في ما يعتبره هو مقدسا وثمينا، نكون بدون فائدة وبدون أي مقابل أغلقنا أبواب الشعب في وجه الدعوة وأوجدنا ستارا كثيفا بيننا وبينه حتى لا يعود قابلا او مستعدا لأن يسمع منا شيئا أو أن يسايرنا في نضالنا ودعوتنا.

 

فالمناضل البعثي يجب أن تتوافر فيه شروط صعبة جدا وتكاد تكون متناقضة، فهو حرب على كل تدجيل باسم الدين والتستر وراءه لمنع التطور والتحرر والإبقاء على الأوضاع الفاسدة والتأخر الاجتماعي، ولكنه في الوقت نفسه يعرف حقيقة الدين وحقيقة النفس الإنسانية التي هي ايجابية قائمة على الايمان لا تطيق الانكار والجحود، وان جمهور الشعب ليس هو العدو بل هو الصديق الذي يجب أن نكسب ثقته. صحيح انه مضلل مخدوع ولكننا نحن لا نستطيع أن نكشف له انخداعه إلا إذا فهمناه وتجاوبنا معه وشاركناه في حياته وعواطفه ومفاهيمه، فنحن في كل خطوة نخطوها نحوه نستطيع ان نطمع بخطوة من جانبه يأتي بها إلينا، لذلك يكون المناضل البعثي مهددا دوما بالخطر: فهو ان سلك هذا السلوك مهدد بأن يتزمت وان ترجع اليه عقليته الرجعية التي ثار عليها، وهو ان سلك سلوكا آخر معاكسا، إن شهر السيف على المعتقدات الخاطئة مهدد بأن يصبح سلبيا وان يخون ما في فكرة البعث من ايجابية فيلتقي بهذا مع السلبية الشيوعية التي رفضناها او ان يلتقي مع أي شكل من أشكال التحرر الزائف المقتصر على التظاهر والتبجح. إذن على المناضل البعثي، عندما يحارب الرجعية ويصمد أمام هجماتها وافتراءاتها وتهيجاتها وإثاراتها، ان يتذكر دوما انه مؤمن بالقيم الايجابية والقيم الروحية وانه انما يحارب تزييف القيم من قبل الرجعية ولا يحارب القيم نفسها. وانه عندما يساير جمهور الشعب ويتصرف تصرفا حكيماً معه دون أن يجرح عواطفه لكي ينقله تدريجيا الى مستوى الوعي اللازم، عليه أن يتذكر انه رجل ثائر متحرر لا يقبل لنفسه ولا لأمته مستوى رجعيا رخيصا من الإعتقاد ولا صورة مشوهة للعقيدة الروحية، وان مسايرته للشعب ليست الا وسيلة مؤقتة لكي يهيئه لأن يفهم الامور الصعبة. ان ثقة البعثي بالإنسان عامة وبالإنسان العربي خاصة يجب أن تغريه دوما بالمزيد من الجرأة في مكافحة المعتقدات الخاطئة الجامدة، وان لا يحسب ان الأمة العربية لا تتحمل هذه الكمية من الثورة والتحرر فهي خصبة عميقة، وهي مختزنة لتجارب مئات السنين من الآلام، مئات السنين من التأخر والظلم، لذلك فهي مهيأة كل التهيؤ لان تتفجر وان تبلغ مستوى روحيا فيه كل الجرأة.

 

نيسان 1956

( 1 ) حديث ألقي على الاعضاء والانصار في طرابلس.